فِي يَوم حِنّاء الأمِيرة

الدكتور عماد الخطيب

كان لحنًا ودودًا: ذاك الذي عزفته روح الألفة ومشاعر المحبة بين جلالة ""أم العَروس"، وسمو "أميرتنا المحبوبة"، ومن حضر "يوم الحِنّاء" الفارق عند كلّ عروس، وكلّ أمّ.
وقد اجتمعت فيما شاهده الأردنيون جميعًا دموع الفرح، مع السّعادة التي رَوَتْها مشاهد عِناية "الأمّ" بابنتها، ومخاطبة قَلْب "جلالة الملكة" إلى قلوب كلّ (أمهات الأردنيّات المقبلات على الزّواج) أنْ يَفرحن وإنْ كنّ غير ذلك!
نعم، إنّه إحساس كلّ أم..
أمَا وقد جسّدته روح الملكة، فهذا أمرٌ مختلف، ولم نعتد عليه!
لقد اعتدنا على الصّخَب، ومظاهر الاحتفال الذي لا قبله، ولا بعده، والمصوّرون من كلّ جانب، وفي عصر الرقمية شاهدنا حفلات لمن يُسمّون مشاهير فاقت مشاهد البذخ فيها ما شاهدناه في حفلك "أميرتنا المحبوبة" الذي فاق فيه "البذخ العاطفيّ" أيّ بذخ ماديّ لا قيمة له إلا في حينه، و"إنّه بذخ عاطفيّ غير مسبوق" سيستمر في ذاكرتنا طويلا.. وطويلا جدًا.
إنّ حجم "البذخ العاطفيّ"، و"التّرف الشُّعوريّ" فيما شاهدناه، قد وصل إلى كلّ أردنيّ وأردنيّة، وتناقل النّاس حجم العاطفة والإحساس الذين وصلا من "جلالة الملكة" ومن ضحكات "أميرتنا المحبوبة"؛ حتى أنّنا شاركنا "أميرتنا المحبوبة" ابتساماتها، وارتحنا لراحتها، وشاهدنا هالة (الوفاء) الذي تُكنّه (لأمّها).
ومهما كان غير المُنصف يرى إلا أنّ ما شاهدنا في "يوم حِناء الأميرة" لم يكن مألوفًا لحِناء أميرة، وهي مشاهد لا تخرج من دائرة "الواقع" إلى دائرة "التّمثيل" مهما أراد لها (مَنْ يَكون) أنْ تَكون!
شكرًا "مليكة القلوب الحَنونة"، وشكرًا "أميرتنا المَحبوبة"..
شكرًا لأنكنّ أعدتنّ فينا الأمل في عودة العائلة والأسرة إلى حيث لها أن تكون..
نعم، إنّها عائلتنا الهاشميّة التي تسير بنا إلى كلّ ما يخدمنا، ومثلما زرعت "أميرتنا إيمان" الفرح، ستجني الحبّ، والفرح، والولاء، والطاعة من كلّ أردنيّ وأردنيّة، ولجلالة الملكة نقول: "لقد قلت كلماتٍ نعرفها، ولكنّها من لدن قلبك كان لها الوقع الأقوى" لا.. لأنّنا نحبّك فقط، بل لأنّها امتلأت صِدْقًا ودَلالا.
وأخيرًا..
فاللاشعور الجمعيّ يجمعنا كأردنيين، وأردنيات، تحت سماء واحدة، ومهما تعدّدت حقولنا المفاهيميّة إلا أنّه تجمعنا عاداتنا، التي "تنطق باسمنا".. كما تقرّبنا تقاليدنا التي تربط فرع الأسرة بهرمها، وتُعيد إلى الأسرة

فاللاشعور الجمعيّ يجمعنا كأردنيين، وأردنيات، تحت سماء واحدة، ومهما تعدّدت حقولنا المفاهيميّة إلا أنّه تجمعنا عاداتنا، التي "تنطق باسمنا".. كما تقرّبنا تقاليدنا التي تربط فرع الأسرة بهرمها، وتُعيد إلى الأسرة مكانتها، وهيبتها، كما تعيد إلى (الأمّ) حلاوتها، ونحن نقترب مِنْ عيدها "فاحتفالك سيّدتي مُتقدّم على تاريخ احتفال العالم بيوم الأمّ والمرأة"، ولا نريد أن نسير وراء من زَعَمَ بالتّفكّك والحرّية حلا لمشاكلنا الأسريّة، تلك التي تزداد يومًا بعد يوم، ولا حلّ لها إلا مزيدًا من فيديوهات المحبّة التي تبثها (روح جلالتها) بيننا، ويبثها معها بقيّة أسرتنا الهاشميّة رعاها الله وحفظها لنا.