رسالة إلى الشباب الأردني
د.اسمهان ماجد الطاهر
يوصف المجتمع الأردني بأنه مجتمع فتي بسبب عدد الشباب الذين يشكلون الشريحة الأكبر.
وقد تحدث سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، في العديد من المحافل الدولية والإقليمية والمحلية، مخاطبا الشباب، قائلا إن «العالم اليوم يواجه أكبر التحديات، وإن الشباب هم الأكثر تأثيرا على واقع الأمور وعلى مستقبلها، والأكثر تَأثّرا بالحاضر وظروفه.
لقد أهتم سمو الأمير ولي العهد، بالشباب ووصفهم بالطاقات الهائلة، وأنهم الفئة القادرة على إحداث التغيير.
من منطلق إيمان عميق بأهمية دور الشباب؛ أوجه رسالتي التي هي كناية عن تحفيز لرفع الروح المعنوية لفئة الشباب، فرسان التغيير، لعل الكلمات الطيبة والإيجابية الصادقة تساهم في زيادة قدرتهم على تخطي الصعب ومواجهة التحديات.
للشباب أقول؛ لا يختار المرء الطريق الصعب في الحياة، لكنها الأقدار. عليك أن تملك شجاعة من الداخل، وقدرة على الوقوف بثقة، وفن وضع الحدود.
لا تفقد الشغف والتصميم بداخلك، واستمر في بناء ذاتك. توقف عن الندم على أي شيء مضى، وتتطلع إلى الأمام، ولا تحرم نفسك شغف السعي إلى الأشياء التي تريدها. ناضل وكافح من أجل ما تستحق.
لا يوجد إجابات واضحة أو جاهزة تخبرك إلى أين ستقودك الحياة أو لماذا تحدث الأشياء.
ولا يوجد دائمًا إجابات جاهزة حول كيفية اجتياز الأيام الصعبة، لكن حتما هناك طريقة للتخطي.
لا تكن مليئا بعدم اليقين والقلق، ولا تستسلم،
تخليك عن أحلامك لن يجعل العالم أكثر هدوءا من حولك.
لا يصل المرء إلى تحقيق ما يرغب به عن طريق الحظ أو الصدفة، ولكن بقوة الإرادة والتصميم.
البشر لا يختارون دائما المسار الذي يسلكون- وغالبًا، ما يتم اختياره لهم.
عليك أن لا تسمح لثقل العالم أن يسحق رُوحك، كن قويا بما فيه الكفاية.
في خضم صراعات الحياة، حاول أن لا تفقد قدرة المحافظة على التوازن الدقيق،
حتى عندما يراك البشر مقاتلا شديدا، دع المقربين منك يرون جانبًا مختلفًا، روحا لطيفة جميلة بقلب من ذهب، دعهم يرون روحك على طبيعتها الحقيقية.
عيش الحياة دون ندم ولا تعتذر عن الاختيارات الذي أخطأت بها. كن أكثر من مجرد شخص قوي، كن محاربا مستقلا، أعط نفسك، تحفيزا حَمَاسِيًّا قبل أن تخرج إلى العالم لتعيش يومك الجديد.
لا تفقد اليقين بأن هناك يوما ستقف أمامك الفرصة التي على مقاس جهدك. بغض النظر عما قد يحدث أو التحديات التي ستواجهها، ستجد دائمًا طريقًا يناسبك وستظل دائمًا على ما يرام.
البشر مختلفون في قدرتهم على القتال من أجل الأحلام التي يرغبون بتحقيقها، والحياة تشبه طريقا صعبا، وقد تشبه شخصا لا يرحم إذا سمحنا لها بذلك، وبالتالي على الشباب أن يعرف كيف تدور الأحداث.
في الواقع ستكون هناك لحظات سعيدة، تمكنك من اكتشاف العالم، وهناك لحظة جميلة في كل مرة تحاول تحقيق أحلامك. للحلم مهمة واحدة فقط هي إيقاظ الدهشة في قلبك، فكن من أنت حيث تكون، ولا تستسلم لليأس والكسل.
الشباب في الأردن رأس مال فكري يجب المحافظة عليه وضمان انخراطه، بشكلٍ معمق في المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال التعليم المستمر والحماية والوقاية من مخاطر، التطرف والمخدرات.
وأول خطوة للتنمية الشباب وضمان تفعيل دورهم في المجتمع، هو بناء روح معنوية عالية وقوة نفسية داخلية، تضمن تحدي الصعب والمضي نحو المستقبل بخطا الواثق من النصر.