الفايز: خطاب كراهية وفتنة في مباريات الوحدات والفيصلي
أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أن الممارسات غير المسؤولة التي ترافق المباريات أحيانا، أصبحت مقلقة للجميع، وهي ممارسات دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا الأردنية.
وأوضح الفايز خلال زيارتين منفصلتين لمقري ناديي الوحدات والفيصلي، اليوم الثلاثاء، أن هذه التصرفات المشينة التي صدر عن فئات قليلة، لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها، وهي بحاجة إلى حلول ناجعة ورادعة لمنع تكرارها.
وقال إن المفهوم العام للرياضة هو التقريب بين أفراد المجتمع، من خلال الدعوة لتبني المنافسة الشريفة، وبناء الأخلاق الحميدة والسمو بالنفس.
وأشار إلى أنه بات علينا أن نعترف ببروز ظاهرة العنف وخطاب الكراهية والفتنة خلال مباريات كرة القدم في الفترة الأخيرة، وخاصة في المباريات التي تجمع الوحدات والفيصلي.
وشدد الفايز على عدم جواز تسييس الرياضة، ورفع شعارات إقليمية وعنصرية وجهوية تخالف الأنظمة والتعليمات الدولية والمحلية المتعلقة بالرياضة.
وأوضح أن ما رافق مباراة الفريقين الأخيرة، وما نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يعبر عن القيم الرياضية، داعيا إلى وقفة جادة وإجراءات حقيقية، تقطع يد كل من يعبث بأمننا واستقرارنا ووحدتنا.
وبين أن ما حدث لا يعبر عن الأخلاق الأردنية، وهي أحداث غريبة عن مكونات الوطن الواحد الجامع، وعلينا جميعاً أن نعتبره حدثا معزولاً عن السياق الوطني، وليس من شيم الأردنيين، مؤكدا أن العبث بالوحدة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية، لا يخدم إلاّ أعداء الوطن.
وتساءل الفايز، "هل من المعقول أن تبقى الأحداث التي ترافق المباريات تمر دون محاسبة حقيقية، وإلى متى يبقى نفر قليل يعبث بوحدتنا الوطنية".
وقال إن معالجة شغب الملاعب غاية في الأهمية، ولا يكون العلاج بالدعوة إلى إيقاف الناديين، أو حرمان جمهورهما من حضور مباراتهما، إنما وقفة جادة وشجاعة تحاسب كل مسيء، وتدفع الأندية الرياضية على حث مشجعيها للالتزام بالروح الرياضية.
وأشار إلى أن المطلوب أيضاً دعم الأندية وتوفير الإمكانيات لها للارتقاء بوعي الأجيال وتفكيرها، إلى المستوى الوطني الجامع، بعيداً عن أية حسابات شخصية، متسائلا عن غياب الشعار الذي يحمله كل نادٍ بأنه (اجتماعي - ثقافي - رياضي)؛ فالأصل أن يجري تفعيل العمل الاجتماعي والثقافي كما الرياضي، لبناء الشخصية الإيجابية، وغرس قيم الانتماء والولاء، وتعزيز المواطنة الحقة.
وثمن الفايز الجهود الكبيرة التي يبذلها سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، بهدف الارتقاء بالكرة الأردنية على المستوى الوطني، وفي جميع المحافل العربية والآسيوية والدولية.
وأضاف أن سمو الأمير علي يحرص دوما على بذل قصارى جهده لتطوير الكرة الأردنية، على صعيد المنتخبات والأندية، ويعمل بجهد كبير من أجل النهوض بالأندية الأردنية، لتمكينها من التغلب على التحديات التي تواجهها، ويقف سموه على مسافة واحدة من الأندية كافة، ويستمع لهمومها وتطلعاتها لدفع مسيرتها إلى الأمام، ويرفض الإساءات والخروج عن الروح الرياضية في ملاعبنا.
وأشار إلى أن سمو الأمير يؤكد باستمرار ضرورة تطبيق التعليمات والالتزام بنصوص القوانين على جميع الأندية وبشكل عادل، ويحرص على حل جميع الإشكاليات التي تقف عائقا في طريق تطوير الكرة الأردنية.
وطرح الفايز تساؤلا عمن يحق له أن يعتبر نادي الوحدات ممثلا عن المكون الأردني من أصل فلسطيني؟ ومن الذي منح الحق بأن يعتبر نادي الفيصلي ممثلاً لشرق الأردنيين؟ متسائلا أيضا عن تمثيل أندية مثل الرمثا والبقعة وذات راس وغيرهم من الأندية الأردنية.
وعبر الفايز عن اعتزازه كما الأردنيون، بالأندية الرياضية كافة، وقد كنا في الأردن من مختلف أصولنا ومنابتنا، نقف خلف منتخباتنا الوطنية، ولم تشهد ساحتنا الرياضية، إلا كل ما يُعزز جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية، معبرا أيضا "عن فخره عندما كان والده المرحوم عاكف الفايز رئيسا لنادي الوحدات إيمانا منه، بأن أنديتنا كافة تمثلنا جميعاً"، إضافة إلى اعتزازه برئاسته لنادي البقعة في وقت مضى، انطلاقا من إيمانه بالوحدة الوطنية.
وأكد الفايز أننا في الأردن، قيادة وحكومة وشعبا، نعتبر القضية الفلسطينية من أولوياتنا، انطلاقا من مواقفنا المبدئية التي التزمنا بها، في مناصرة قضايا الحق العربي، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني، ولم يتوان الأردن بقيادة جلالة الملك، عن تقديم الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني، وصوت جلالة الملك عبدالله الثاني، هو الأكثر شجاعة دفاعا عن القضية الفلسطينية، وسيبقى شعارنا على الدوام " كلنا أردنيون من أجل الأردن، وفلسطينيون من أجل فلسطين".
وأكد الفايز أن ما جرى من أحداث مؤسفة يجب أن نتجاوزه، فالإيمان بالوطن القوي الأمن المستقر، إيمانا لا يجوز أن تزعزعه مثل هذه الأحداث المعزولة، فوطننا يواجه تحديات وصعاباً، تفرضها ظروف الإقليم وأخطاره السياسية والأمنية، تستوجب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً، خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يصل الليل بالنهار، لينهض بالوطن ويعظم منجزاته.
وقال إن زيارته لمقر الناديين جاءت من خلال لقاء أعضاء مجلسي الإدارة، تقديرا واحتراما لتاريخهما، وبصماتهما في الارتقاء في الرياضة الأردنية، بالإضافة إلى بحث عدد من القضايا المقلقة التي بتنا نشهدها في مختلف الألعاب الرياضية وخاصة كرة القدم، وللوقوف على التحديات التي تواجه النادي، للمساهمة في حلها مع الجهات المعنية.
واستمع الفايز إلى إيجازين، قدمهما رئيس نادي الوحدات الدكتور بشار الحوامدة، ورئيس اللجنة المؤقتة لنادي الفيصلي الدكتور جهاد قطيشات.
وهنأ الفايز النادي الفيصلي بحصوله على لقب بطولة الدوري الأردني الـ35 في تاريخه.
بدوره، أكد الدكتور الحوامدة اعتزاز النادي بزيارة الفايز الذي كان والده المرحوم عاكف الفايز له بصمات واضحة خلال ترؤسه النادي.
وأوضح أن النادي لا يوجد خلافات بينه وبين الفيصلي إنما ما حصل أخيرا كان خلافا على آلية إدارة لجان اتحاد كرة القدم.
وأكد أن الوحدات كصرح رياضي وثقافي يرفض أشكال العنف كافة، ولاسيما ما حصل أخيرا على منصات التواصل الاجتماعي، مشددا على وجوب مكافحة هذه الظاهرة.
من جهته، أكد الدكتور قطيشات، أن النادي الفيصلي كما كان دائما في خدمة الوطن، معاهدا جلالة الملك والأردنيين على استمرار النادي بالحفاظ على النسيج الوطني، وأن النادي تربطه علاقات طيبة مع جميع الأندية الأردنية.
ووعد الفايز الناديين بمتابعة الملاحظات كافة المقدمة خلال اللقاءين مع المسؤولين في الاتحاد.