أبو غزالة: نحن بحاجة إلى أردن جديد

قال رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدكتور طلال أبو غزالة إنه كلما ازداد جهل الناس للحقيقة كلما ازدادت كراهيتهم لمن يقول الحقيقة، مضيفا أنه يقول الحق والحقيقة وإن كان ذلك يزعج الطرف الآخر، كما يقرأ الشتائم والانتقادات الموجهة له "بكل راحة وانبساط".

وبين أبو غزالة خلال استضافته على "عمان TV"، أنه تعلّم خارج المدرسة والجامعة أكثر بكثير مما تعلمه داخل المنظمة التعليمية، "ولم أستفد شيئا منها بل استفدت مما علمت نفسي".

وأضاف: أنعم الله علي بأنّني تلميذ، وأتعلّم كل يوم ومن كل شيء يمر أمامي، وقضيت حياتي وأنا قريب من الناس الأكبر مني علما ومقاما، ولم أقضِ وقتي مع أقراني من سنّي.

وفيما يتعلق بتراجع نسب البحث العلمي في الوطن العربي، أوضح أبو غزالة أن ذلك سعود إلى كوننا لا نستثمر نسبة حقيقية من وارداتنا أو ثروتنا في البحث العلمي، والمنطقة العربية هي أقل منطقة في الكرة الأرضية بالاستثمار في البحث العلمي، كما أنه ليس لدينا رغبة بإجراء البحث العلمي.

وأشار إلى ما قاله له جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال بأن "الدعم عمره ما بفيد، النصائح، الحِكَم، الثقة أكيد عظيمة".

وأوضح رجل الأعمال أن البحث العلمي أصبح عبارة عن ابتكار، لكنه كان في السابق يُجرى لدراسة الأمور وعمل أبحاث علمية، وكل النقود التي تُصرف عليه كانت لوضع الأبحاث على الرف أو إرسال أساتذة إلى جامعات أخرى ليدرسوا موضوعا معينا، وكل ذلك ليس مفيدا، بل المفيد هو الاستثمار في الابتكار أي الاختراع.

ورأى أن نظامنا التعليمي وثقافتنا ووزاراتنا لا تريد تغيير مفهوم التعليم التقليدي؛ لأنه من السهل على المؤسسات العلمية السيطرة على التعليم التقليدي، لكن في حال وجود كلية للابتكار فقد تضع عليها قيودا؛ خوفا من ابتكار سلاح أو شيء مخالف للقوانين.

وأكد أن مؤسسة التعليم العالي بوضعها الحالي ستنتهي، لافتا إلى أن أكبر 5 أغنياء في العالم لم يكملوا تعليمهم؛ بمن فيهم بيل غيتس، ومارك زوكربيرغ، وستيف جوبز، وهذا هو الاستثمار الحقيقي في البحث العلمي الذي يجب أن يُفهم الآن بأنه إجراء البحث بهدف الابتكار.

وفيما يخص العملات الرقمية، شدد أبو غزالة على أنها ستنهار؛ لأنها ليست عملة في الواقع، وهي أشبه ما تكون بلعبة القمار أو ورق الشدة لكنها ليست عملة؛ فشروط العملة تتمثل بأن يكون هناك جهة مُصدرة لها، وجهة تضمنها من خلال وضعها الاقتصادي واحتياطاتها وقوتها النقدية، كما يجب أن يكون هناك نظام يحكمها.

وتابع: العملة الرقمية عملة احتيال وكذب، ولا يجوز تسميتها بالعملة؛ لأنها لا توفر أي شرط من شروط العملة الثلاثة.

وأكد أن العملة الرقمية هي المستقبل، لكن ليست العملة الحالية، فالعملة الرقمية ستكون المستقبل عندما تعلن الصين أنها اخترعت وطبقت عملتها رقميا، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن مؤخرا أنه حان الوقت لأن نصدر عملة رقمية أميركية.

وشدد على أن إصدار العملة الرقمية ليس "مزحة"، و"بنظري أن ما يسمى بالعملة الرقمية أو التحايل الرقمي بدأ كعملية للبحث عن المهربين والمتعاملين بالأشياء الممنوعة".

ورأى أبو غزالة أنه ليس هناك نظام عالمي الآن، والنظام العالمي الجديد لا بد أن يكون فيه سيطرة لقوة واحدة ونظام متفق عليه، وعندما يتحقق هذان الأمران سينشأ نظام متعدد الأطراف، لا تحكمه أميركا ولا الصين، بل كلاهما، ولكل منهما شريك، مبينا أن الحليف الوحيد الدائم للولايات المتحدة هي بريطانيا وللصين روسيا، وبالتالي سيكون هناك قطبان وكل قطب مؤلف من دولتين.

وأضاف: سيتشكّل 15 فريقا على الأقل لبحث القضايا الخلافية؛ ومنها العملة والإنترنت وكثير من المواضيع الجذرية، وكل موضوع منها يستحق حربا.

وتابع: فإما أن تحصل حرب أو احتكاك أيا كان نوعه، ويجلس الطرفان ليتفاهموا، أو تكون هناك محاولات لاستباق الحرب بأن يجلس الطرفان للتفاهم على إنهاء الخلافات دون وقوع حرب، لكن هذا الموضوع لم ينجح؛ لأن الخلافات عميقة جدا.

وأوضح أن الاقتصاد الأردني يحتاج إلى "أردن جديد"، و"لا يمكن ولا يجوز أن يستمر الأردن بنفس عقلية ما قبل المعرفة وانتقالنا إلى ثورة المعرفة"، مشددا على أنه "إذا لم ينتقل الأردن إلى أن يصبح دولة معرفية نحن في مشكلة".

وبين أبو غزالة أن الشباب ليس المشكلة بل الجيل السابق (جيل الكبار) الذي لا يريد التغيير ويمثل البيئة المحيطة بالشباب هو المشكلة، "ومستقبلنا الفاضل بأيدي الشباب وليس القيادات الحالية".

 

وقال أبو غزالة، إن الإنسان يكون في نعمة عندما يُرهق في العمل، والذي يريد أن يرتاح في النوم عليه أن يتعب في النهار، مضيفا أنه لا يؤمن في الراحة أبدا حيث يعمل 7 أيام في الأسبوع.

ولفت إلى أن شخصا من الكرك كتب له بيت شعر يقول: "حبيبتي لم تعد تطيقني وأصبح الحب بيننا استحالة.. كأنني أنا العطلة وهي طلال أبو غزالة".