الحجاج يستقرون على مشعر منى.. استعدادا ليوم عرفة

 استقر مئات آلاف الحجاج على مشعر منى بعد قدومهم من مكة المكرمة، الخميس، لقضاء يوم التروية فيها، ضمن مناسك الحج في الموسم الأكبر للركن الخامس منذ جائحة كورونا.

وسمحت السعودية لمليون مسلم تلقوا لقاحات مضادة لفيروس كورونا، بينهم 850 ألفا أتوا من الخارج، بأداء فريضة الحج هذا العام بعد عامين من تقليص الأعداد بشكل كبير بسبب الوباء.

وأدى مئات آلاف الحجاج، الأربعاء، في المسجد الحرام بمكة بالطواف حول الكعبة. وحمل العديد منهم مظلات للاحتماء من أشعة الشمس الحارقة ووصلت الحرارة إلى 42 درجة مئوية.

وبعد ذلك، بدأوا بشقّ طريقهم إلى منى، ومن المقرر أن يبيتوا في خيم بيضاء مكيفة.

 

وقالت وسائل إعلام رسمية إن أربعة مستشفيات و26 مركزا صحيا أصبحت جاهزة للتعامل مع أي حالات صحية في المنطقة.

تقع منى في وادٍ تحيط به الجبال الصخرية، على بعد حوالي سبعة كيلومترات من المسجد الحرام، وتتحول كل عام إلى مخيم واسع للحجاج.

ويعدّ مشعر "منى" أول محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، وذا مكانة تاريخية ودينية، ويشتهر بمعالم أثرية وأحداث تاريخية.

وبين القادمين قال التونسي خالد بن جمعة البالغ من العمر 44 عاما لدى وصوله إلى المخيم وحمل في يده مظلة وفي الأخرى سجادة صلاة "إنه شعور عظيم. كل هذا من أجل أن أكون أقرب لله".

لدى وصولهم إلى منى، تسلم الحجاج أكياسا صغيرة تحتوي على كمامات ومعقم، فيما شوهدت سيارات إسعاف متوقفة قرب المداخل. وقال أحمد الزناني أحد مسؤولي المخيم "اتخذنا كل الإجراءات الممكنة. هناك أطباء جاهزون للتدخل عند الضرورة".

في ذروة الحج، سيتوجه المصلون يوم الجمعة إلى جبل عرفات حيث سيقضون النهار في الصلاة والدعاء تحت أشعة الشمس، قبل أن ينتقلوا لموقع رمي الجمرات، ثم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع.

وعادة ما يكون الحج أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة ويجب أن يؤديه كل من "استطاع إليه سبيلا" على الأقل مرة في حياته.

إجراءات أمنية

في عام 2019، شارك حوالي 2.5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في أداء فريضة الحج التي تمثل تحديا أمنيا كبيرا بالنسبة للرياض. وشهدت المناسك العديد من الكوارث على مر السنين، بما في ذلك التدافع في عام 2015 الذي أودى بحياة ما يصل إلى 2300 شخص.

وتتم هذه الشعائر في ظل إجراءات أمنية مشدّدة تشمل نقاط تفتيش للشرطة في أجزاء من مكة المكرّمة.

وقال قائد مجموعة القوات الجوية المشاركة في مهمة حج هذا العام العقيد الطيار الركن خالد بن عبد الله المطيري لوكالة الأنباء السعودية إن القوات الجوية "تعمل على مساندة الأمن العام بعدد من الطائرات العمودية المجهزة بأحدث التقنيات على مدار الساعة".

وهذا العام، عاد حجاج الخارج الذين منعوا من حضور المناسك في العامين الماضيين، إلى مكة المكرمة لملء غرف الفنادق فيها وزيارة متاجرها حيث يأمل أصحاب الأعمال بتعويض خسائر فادحة.

منذ بداية الوباء، سجلت السعودية أكثر من 795 ألف إصابة بفيروس كورونا، بينها أكثر من 9000 وفاة، فيما تم إعطاء 67 مليونا جرعة لقاح في البلاد التي يزيد عدد سكانها عن 34 مليون شخص.

وتقول وزارة الحج إنها تتخذ أعلى مستويات الاحتياطات الصحية في ظل الوباء وظهور متغيرات جديدة.

ويقتصر موسم الحج هذا العام على المسلمين الذين حصلوا على التطعيم دون سن 65. ويتعين على القادمين من الخارج تقديم نتيجة فحص كورونا سلبية من اختبار تم إجراؤه في غضون 72 ساعة من موعد السفر.

وقالت السلطات الشهر الماضي إن الأقنعة ستكون إلزامية داخل المسجد الحرام، لكن تم تجاهل ذلك إلى حد كبير حتى الآن.