علاج الإدمان في الأردن.. “سري ومجاني ودون عقاب” (فيديو)
أخبار الأردن
تحدث رئيس مركز علاج المدمنين الرائد يزن البرماوي، في حوار خاص مع صحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية، بإسهاب عن عمل المركز والخدمات التي يقدمها في سبيل معالجة المدمنين، ووجه العديد من النصائح للأهالي، وأكد أن العلاج في المركز “سري ومجاني ودون أي عقوبة”.
وقال البرماوي، في بداية اللقاء إن المركز تأسس عام 1993 وعالج 14300 شخصا، مضيفا أن الطاقة الاستعابية كانت في البداية 18 شخصا، وفي عام 2009 انتقل المركز إلى منطقة عرجان بعمّان وأصبحت الطاقة الاستعابية 170 سريرا.
وأشار البرماوي إلى أن المركز استقبل خلال عام 2020، رغم جائحة كورونا، 769 حالة وتمت معالجتها في المركز، وفي عام 2021 تمت معالجة 538 حالة.
وبشأن طبيعة عمل المركز، بيّن البرماوي، أن مركز معالجة المدمنين تابع لإدارة مكافحة المخدرات وتحت مظلة الأمن العام، وهو عبارة عن مهمة إنسانية من المهمات التي تقوم بها مديرية الأمن العام.
علاج الإدمان
وبيّن البرماوي، لـ”أخبار الأردن” أن علاج الإدمان يعتبر منظومة متكاملة تراعي الجوانب الطبية والنفسية والسلوكية والاجتماعية للشخص المريض أو المدمن حتى ينقطع عن المخدرات ويبتعد عنها وبالتالي يصل الى مرحلة الشفاء التام.
ونوه إلى أن كل من يتقدم إلى المركز يُعفى من العقوبة، ومع أن العلاج مكلف جدا إلا أن مديرية الأمن العام تحملت الكلفة كاملة بحيث أن كل شىء بالمركز من إقامة وبرامج وعلاجات وأطباء وطعام وشراب على نفقة الأمن العام للحفاظ على الأشخاص.
خصوصية المدمن
وعن خصوصية المدمن، أكد رئيس مركز علاج المدمنين الرائد يزن البرماوي، أن السرية مهمة جدا، بحيث يضع المركز اسم وهمي للشخص حفاظا على سريته، وأيضا إذا أراد احد أن يزوره من غير أقاربه من الدرجة الأولى ينفي المركز وجود هذا الشخص داخله حفاظا على خصوصيته.
وأكد البرماوي على ضرورة أن يقوم كل شخص حال شعر بتغيير في تصرفات أحد ابنائه أن يصطحبه إلى مركز العلاج ليقوم الطبيب بتشخيص حالته.
وأشار إلى وجود تشاركية بين مديرية الأمن العام ووزارة الصحة، حيث يأتي الأطباء من الوزارة بينما باقي الكوادر تابعة للأمن العام، مبينا أن طاقم مركز معالجة المدمنين تابع لإدارة مكافحة المخدرات من مرتبات الأمن العام.
برامج العلاج
وذكر البرماوي، لـ”أخبار الأردن” أن المركز يعمل على أكثر من برنامج لعلاج المدمنين، مثل البرنامج الطبي الدوائي ومن خلال يتم إعطاء المدمن الأدوية في حدود ضيقة، وهي ليست بديلة عن المخدرات، وفيها يتم “فطم” المريض عن المادة المخدرة وإعطائه العلاج للسيطرة على الأعراض الانسحابية التي تطرد السمية من الجسم.
البرنامج الثاني “رياضي”، حيث يوفر المركز برنامج قائم بحد ذاته يساعد على إخراج السمية من الجسم عن طريق ممارسة الرياضة في ملاعب كرة قدم وطائرة وصالة رياضية، إضافة إلى ألعاب تسلية مثل البلياردو والتنس والشطرنج، وفق البرماوي.
وبشأن البرنامج الثالث، لفت البرماوي إلى أنه ديني يخاطب النفس، حيث يتواجد في المركز مرشد ديني أو شيخ يطبق البرنامج عن طريق المحاضرات ولقاء الأشخاص وإعطائهم محاضرات حول مقاصد الأديان السماوية التي تشترك في الدعوة إلى حفظ المال والبدن والعقل والنفس.
أما البرنامج الرابع فهو الثقافي، إذ يوفر المركز مكتبة فيها من حوالي 3 آلاف كتاب ويتم تقسيم المرضى إلى جروبات تدخل إلى المكتبة لقراءة بعض المواضيع، وبيّن البرماوي أن متعاطي المخدرات يشعر أن المخدرات هي الأساس في قوة شخصيته ولا يستطيع التصرف ولا التكلم مع الناس أو الجلوس معهم إلا إذا كان متعاطي مخدرات.
وأوضح أن هذا البرنامج يثبت للشخص أن المخدرات ليست أساس كل شيء، فيكتسب من الكتب معلومات تمكنه من الوصول إلى العصف الذهني، وبنفس الوقت يصعد إلى المسرح ليشرح لزملائه المرضى ماذا فهم من هذه الكتب، وهنا يمكن أن يرتبك ولا يقدر على الكلام أو أن يعطي معلومة خاطئة، ولكن مع الممارسة يصبح لدى الشخص القدرة على التكلم بعيدا عن المخدرات لذلك يقوم البرنامج بتقوية شخصيته وإرادته ويعززها.
وكشف البرماوي لـ”أخبار الأردن” أن مركز علاج الإدمان يوفر برنامج العمل أو برنامج الهواية بحيث يُسمح للمريض أن يمارس هوايته داخل المركز، لافتا إلى وجود مركز صلصال يعمل فيه المريض ويُفرّغ الطاقة السلبية ويكتسب طاقة إيجابية.
وأضاف، أنه يمكن للمريض تعلّم الحلاقة أو الدراي كلين أو الخياطة، وتعتبر هذه الأمور مفاتيح لصفحة جديدة وتساعد على تقليل التفكير بالماضي، والتركيز على المستقبل.
ومن البرامج المهمة في المركز، البرنامج النفسي الذي يكشف دافع الشخص لتناول المخدرات لأنه عند معرفة سبب التعاطي يمكن معرفة كيفية معالجته ويكون العلاج النفسي بشكل جماعي أو فردي.
وأشار البرماوي إلى وجود برنامج الرعاية اللاحقه، مشددا على ضرورة التشاركية مع الأسرة عندما يخرج المريض من المركز، وتصبح المسؤولية على الأهل ويتواصل المركز معهم في بداية العلاج وفي نهاية العلاج خصيصا في المرحلة الانتقالية التي يخرج فيها المريض من المركز ويدخل الى المجتمع.
وأضاف أن المركز يبقى على تواصل مع الأهل للأطمئنان على وضعه ويتم وضع مواعيد للمراجعة حسب المادة التي يتعاطاها وحسب استجابة الجسم للعلاج، وهي فترة مؤقتة على أساس أنه يتم إجراء الفحص والاطمئنان عليه، ولكن في حالة وجود اختلاف بالفحص يقوم المركز بإدخاله من جديد للتعرف على الأسباب التي جعلته يعود للتعاطي.
وأوضح رئيس مركز علاج المدمنين الرائد يزن البرماوي، أن يهمه عدم انتكاسة المريض سواء من البيئة المحيطة به أو الأصدقاء، مشددا على أن هذا دور الأهل لأن المريض أصبح لديهم وهي فترة انتقالية قد تمتد إلى شهر فقط.
ولفت الى أن ادارة المخدرات تشتغل على 3 محاور المحور الاول هو المحور الوقائي والمحور الثاني هو المحور العملياتي والثالث محور علاج الإدمان.
ثقافة العيب
وبين البرماوي لـ”أخبار الأردن” أن ثقافة العيب مشكلة كبيرة، فبعض الأهل يرفضون إدخال ابنهم إلى المركز خوفا من الأقارب والأصدقاء.
وأشار إلى أنه لا يوجد اختلاف بين المواد المخدرة، فهي خطيرة وتؤثر على جسم الإنسان وتؤثرعلى خلايا العقل، وهناك حالات لا تستقبلها مراكز العلاج في الأردن بسبب إصابتها بأمراض نفسية، لذلك من المفترض إخاله إلى مصحة نفسية لتلقي العلاج.
3 سيناريوهات أمام المتعاطي
ولتعاطي المخدرات 3 سيناريوهات، إما الموت بسبب جرعة زائدة، أو ارتكاب جريمة تدخله السجن، أو الدخول إلى مستشفى أمراض نفسية أو مصحه نفسية.
وأضاف أن المركز ينصح الأهل بإبعاد الأبناء عن المواد المخدرة، وفي حال ظهور اختلافات في سلوك أي منهم يجب اصطحابه إلى مركز المعالجة لإجراء بعض الفحوصات والتعرف على وضعه، مبينا أن المركز يعمل على مدار 24 ساعة للتعامل مع الحالات.
ونصح البرماوي الأهل بمراقبة أصدقاء أبنائهم والبيئة المحيطة بهم، مع التأكيد على أهمية العلاقة الأخوية بين الأب وابنه ليلجأ إليه وقت مشاكلة وعدم اللجوء إلى أصدقاء قد يكون بينهم من يتعاطى المخدرات.
ولفت البرماوي لـ”أخبار الأردن” إلى أن المركز لم يتوقف خلال جائحة كورونا لأن مهمته إنسانية، وجزء من رسالة الأمن العام بـ”الحفاظ على الأرواح”.