نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، الأربعاء، مقطع فيديو يوثق لحظة تنفيذ أحد أعقد الكمائن العسكرية من قبل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، وذلك في بلدة بيت حانون مساء الإثنين الماضي، ضمن العملية التي استهدفت كتيبة "نتساح يهودا" التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبحسب ما بثّه المراسل العسكري لإذاعة اليهود المتشددين (الحريديم)، فإن الفيديو يُظهر لحظة وقوع انفجار ضخم أثناء تحرك جنود الاحتلال، تبعه إطلاق نار كثيف، فيما بدا عدد من الجنود وهم ينسحبون تحت نيران المقاومة، ويسحبون جرحاهم من أرض الكمين وسط فوضى وتبادل إطلاق نار بأسلحة خفيفة وثقيلة.

عملية معقدة وإصابات مركزة

وأفادت التحقيقات الأولية في جيش الاحتلال أن الكمين نُفذ خلال نشاط ميداني تقوده قيادة اللواء الشمالي ضمن فرقة غزة، حيث مرت قوتان راجلتان فوق طريق مفخخ، أدى إلى تفجير عبوتين ناسفتين متتاليتين، تلاه استهداف مباشر لفرق الإسناد والإخلاء بوابل من الرصاص، ما أسفر عن مقتل 5 جنود وإصابة 14 آخرين.

ويُعد هذا الكمين، بحسب محللين عسكريين إسرائيليين، من أدق العمليات المركبة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مشيرين إلى أنه "ضربة مهنية نوعية ضد وحدة مشاة نخبوية تُعرف بوحشيتها الميدانية".

القسام تتوعد ونتنياهو في مرمى التهديد

وفي أعقاب العملية، نشرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، صورة على قناتها في تليغرام توعّدت فيها الاحتلال بمزيد من الضربات المشابهة، مؤكدة أن المعركة مستمرة في كل الجبهات.

وصرّح المتحدث العسكري باسم القسام "أبو عبيدة"، الثلاثاء، أن "كمين بيت حانون شكّل ضربة قاسية لهيبة جيش الاحتلال ووحداته الإجرامية"، مؤكداً أن "الاحتلال سيدفع ثمنًا يوميًا باهظًا من شمال القطاع إلى جنوبه"، مشيرًا إلى أن المقاومة ما تزال تحتفظ بمفاجآت، وربما تكرر سيناريو أسر الجنود في وقت قريب.

كما وصف أبو عبيدة قرار بقاء القوات الإسرائيلية داخل غزة بأنه "الأكثر غباءً"، محذرًا من أن هذا الخيار قد يفتح الباب أمام مزيد من الخسائر النوعية في صفوف جيش الاحتلال.

خسائر متسارعة في صفوف جيش الاحتلال

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن الجيش الإسرائيلي خسر 39 جنديًا وضابطًا منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس/آذار الماضي، بعد انهيار مفاوضات يناير بشأن اتفاق تهدئة.

https://x.com/i/status/1943187171495809294