المغاربة لـ"أخبار الأردن": ما يحدث ربيع عربي بنكهة إسرائيلية

خاص

قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن المبادئ الأساسية في العلمين العسكري والسياسي تفترض قراءة دقيقة للتحركات الإسرائيلية وتوقع استراتيجياتها، ومن هذا المنطلق، كان من المفترض أن تعمل إسرائيل، بالتزامن مع إنهاك حزب الله في لبنان، على استنساخ استراتيجيتها في فصل غزة عن مصر والسيطرة على ممر "فيلادلفيا".


وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الهدف هنا هو تطبيق نهج مشابه في لبنان بعزل أراضيه بالكامل عن سوريا، بيد أن تحقيق هذا السيناريو يتطلب، في المقام الأول، وجود نظام سياسي حليف ومُطبع في دمشق، على غرار نظام السيسي في مصر، وهو ما قد يستغرق وقتًا لكنه يظل ضمن الأولويات الإسرائيلية، وتصريح نتنياهو، فور وقف إطلاق النار، حين أشار إلى الحدود السورية اللبنانية، كان لافتًا ويعكس هذا التوجه.

ونوّه المغاربة إلى أن تشكيل نظام مطبّع في سوريا أصبح اليوم ضرورة استراتيجية لإسرائيل، وهو تطور مختلف عمَّا كان عليه الحال خلال فترة "الربيع العربي"، حين كانت الحرب الأهلية السورية بمثابة هدية ثمينة لإسرائيل، فقد استثمرت تلك المرحلة في إنهاك حزب الله، وتشويه رمزيته، وتوسيع الهوة بين الشيعة والسنة على المستويين الشعبي والرسمي، ما أضعف مكانته في العالمين العربي والإسلامي.

ولكن مع تغيّر الأولويات، وبعدما حققت إسرائيل أهدافها العسكرية في إضعاف حماس وحزب الله، اتجهت أنظارها إلى الخطر الأكبر، ألا وهو إيران ومحورها الجغرافي البشري الأوسع، العراق، وفقًا لما صرّح به المغاربة، مضيفًا أنه بات القضاء على النظام السوري الحالي خطوة حتمية لإسرائيل، والهدف هو قطع خطوط الإمداد والدعم لحزب الله، والسيطرة المطلقة على الجغرافيا السورية والديموغرافيا فيها، وإعادة تشكيل السلطة السياسية بما يخدم المصالح الإسرائيلية على المدى البعيد.

على الصعيد الإقليمي، تتداخل هذه الخطط مع ضرورة تحييد النفوذ التركي، ورغم أن إسرائيل تستفيد حاليًا من تعاون تركيا في ملفات مثل القضاء على التهديد الكردي، إلا أن المستقبل قد يشهد تهميش هذا الدور التركي، واستبدال حلفاء تركيا الحاليين في سوريا بشخصيات مطبّعة ومهيأة مسبقاً لخدمة الأجندة الإسرائيلية.

وأشار المغاربة إلى أن إسرائيل تعمل على إعادة تشكيل المشهد الإقليمي بما يضمن تحقيق هيمنتها الاستراتيجية، ولتحقيق ذلك، تُستخدم أدوات متنوعة تشمل التحالفات الإقليمية، إعادة ترتيب الأولويات، واستخدام الظروف الراهنة كفرص لتثبيت رؤيتها الاستراتيجية طويلة الأمد.