تحقيق إسرائيلي: طوفان الأقصى سبق الإعصار
معركة "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، أثارت العديد من التساؤلات حول مدى صحتها، دوافعها، والنتائج المترتبة عليها.
مع مرور الوقت، بدأنا نرى تحليلات وتوضيحات من مختلف الأطراف، بما في ذلك تصريحات إسرائيلية أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
في البداية، تشير بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية إلى أن المعركة كانت ردًا استباقيًا من المقاومة الفلسطينية على خطة كانت معدة من قبل إسرائيل لتوجيه ضربة استباقية للقيادات الفلسطينية في قطاع غزة.
وبحسب ما كشفته القناة الـ12 الإسرائيلية، كان هناك قرار إسرائيلي في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023، باغتيال أبرز القيادات في قطاع غزة، مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف، وهو ما يُعتبر هجومًا مكشوفًا كان يهدد استقرار غزة. كما أعلن بعض قادة حماس، مثل صالح العاروري، أن العملية في السابع من أكتوبر كانت بمثابة ضربة استباقية لعملية هجومية كان يعد لها العدو.
وتابع المتابعون القول إن القادة العسكريين في حماس كانوا على علم مسبق بتفاصيل خطة إسرائيلية ضخمة ضدهم، ولذلك كانت عملية السابع من أكتوبر ضرورية لاستباق تلك الضربة الحاسمة. وفي هذا الصدد، أشار بعض المدونين إلى أن هذا الهجوم كان ردًا منطقيًا لمواجهة ما قد يكون "مجزرة" تحضر لها إسرائيل، وفقًا لما تكشف من تحقيقات.
أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، دعم هذه الرواية في خطاب له قائلاً إن الهجوم كان استباقيًا ضد تهديدات إسرائيلية كبيرة كان من المقرر أن تتم في وقت لاحق. وأضاف أن العملية كانت تهدف إلى القضاء على أي محاولات إسرائيلية لضرب المقاومة في غزة بشكل مبرمج.
من جهتها، أكد نشطاء على أن ما أظهرته التحقيقات الإسرائيلية أضاف مصداقية لقرار المقاومة في تنفيذ معركة طوفان الأقصى، حيث يُعتبر هذا القرار استباقيًا ضروريًا لضمان بقاء قيادات المقاومة وأسرارها العسكرية سليمة. واعتبر آخرون أن هذه العملية كانت واحدة من أروع العمليات العسكرية في التاريخ الحديث، مشيرين إلى تفوق الاستخبارات العسكرية للمقاومة في قراءة المواقف والتخطيط الإستراتيجي.
أما فيما يتعلق بتساؤل البعض عن الفائدة التي جنتها المقاومة من هذه العملية، فقد رأى آخرون أن المقاومة عبرت عن ضرورة العملية في سياق دفاعي واستباقي لحماية نفسها من هجمات إسرائيلية محتملة، وذلك على الرغم من الدمار الذي خلفته المعركة على المدنيين في غزة.
من جهة أخرى، تبقى الأسئلة حول نتائج "طوفان الأقصى" مفتوحة، ومن المبكر الحكم على النتائج النهائية لهذه المعركة، خصوصًا في ظل استمرار الحرب والتوترات، لكن من المؤكد أن المستقبل سيكشف لنا ما إذا كانت هذه العملية ستؤثر إيجابيًا أو سلبيًا على مسار الصراع.