انتحار 6 جنود إسرائيليين.. وأكثر من 12 ألفا معاقين

 

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن أزمة نفسية متفاقمة في صفوف الجنود الإسرائيليين، مع تسجيل انتحار 6 منهم خلال الأشهر الأخيرة.

وأرجعت الصحيفة ذلك إلى اضطرابات ما بعد الصدمة الناجمة عن القتال في قطاع غزة ولبنان، مشيرة إلى أن الرقم المعلن قد لا يعكس العدد الحقيقي، حيث يمتنع الجيش الإسرائيلي عن الإفصاح الكامل عن هذه الحالات.

أرقام ومعطيات مقلقة

وفقًا لتقرير الصحيفة، تم تصنيف أكثر من 12 ألف جندي كمعاقين نتيجة الإصابات منذ بداية الحرب، بمتوسط 1000 إصابة جديدة شهريًا العام الماضي. ويرجح أن يرتفع العدد إلى 20 ألف معاق بحلول نهاية العام المقبل.

وأفاد المحلل العسكري يوآف زيتون بأن الجنود المشاركين في القتال، معظمهم بين 19 و20 عامًا، يعانون من ظروف ميدانية قاسية تشمل مواجهات يومية مع الموت، تفجيرات متكررة، وظروف معيشية بدائية.

تأثير نفسي مدمر

وصف أحد الضباط الوضع النفسي للجنود بأنه "حفرة سوداء"، مع وجود ندوب نفسية مخفية تظهر في نوبات غضب أو حالات قمع داخلي. وأشار إلى تسريح أعداد كبيرة من المقاتلين لأسباب نفسية، ما يفاقم نقص القوى البشرية في الألوية والكتائب القتالية.

عيادات نفسية وأزمات جديدة

أكدت الصحيفة أن الجيش أنشأ عيادات للصحة النفسية للتعامل مع الأعداد المتزايدة من الجنود الذين يلتمسون المساعدة. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 15% من المقاتلين الذين غادروا غزة لا يستطيعون العودة بسبب المشاكل النفسية.

وفي ظل هذه المعاناة، كشف التقرير أن بعض الجنود وأسرهم يدرسون رفع دعاوى قضائية ضد قادتهم، بسبب تجاهل الأعباء النفسية التي يتحملها الجنود.

أزمات تتسع مع الوقت

بحسب جيروزاليم بوست ووسائل إعلام أخرى، فإن اضطرابات ما بعد الصدمة والانتحار بين الجنود العائدين من غزة في تزايد مستمر، مع مخاوف من استدعائهم مجددًا وسط توسع القتال إلى لبنان. وتوقعت تقارير أن يبلغ عدد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة 100 ألف شخص بحلول عام 2030، ما يعكس عمق الأزمة النفسية التي يعيشها الجيش الإسرائيلي.

ومع استمرار القتال وتزايد الأزمات النفسية، تشير التوقعات إلى أن الآثار الطويلة الأمد لهذه الحرب ستلقي بظلالها ليس فقط على الجيش الإسرائيلي، بل على المجتمع بأسره.