خل التفاح.. "معجزة" صحية أم مجرد "خدعة"؟

 


أصبح خل التفاح حديث الساعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يُروج له كعلاج سحري لمشاكل صحية متعددة، مثل: فقدان الوزن، وعلاج  المعدة، وحتى علاج حب الشباب، لكن العلم، في المقابل، يتسم بالحذر، ويعطي صورة أكثر توازنًا.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فهناك بعض الدراسات التي أظهرت ارتباطًا قصير المدى بين خل التفاح وفقدان الوزن.

فمثلاً، أظهرت دراسة لبنانية، في 2024، شملت 120 شخصًا من عمر 12 إلى 25 سنة أن من تناولوا ملعقة من خل التفاح المخفف بالماء يوميًا، فقدوا متوسط 7 كيلوغرامات بعد 3 أشهر.

ولكن، بعد توقفهم عن تناوله، استعادوا معظم الوزن المفقود، وبذلك، يبدو أن خل التفاح ليس حلاً سحريًا كما يُروّج له عبر الإنترنت.

الاختصاصية في التغذية، بيث سيروني، أكدت في تصريحاتها أنه رغم وجود بعض الأبحاث التي تشير إلى دور خل التفاح في تعزيز الشبع، إلا أن الأدلة حول فاعليته على البشر لا تزال غير كافية.

أما فيما يتعلق بمستوى الكوليسترول، فهناك دلائل علمية أكثر تشجيعًا، حيث أشار الدكتور كاين كلارك من جامعة كوفنتري، إلى أن دراسات متعددة أظهرت أن خل التفاح يمكن أن يساعد في خفض مستويات الدهون في الدم لدى الأشخاص الأصحاء.

كما يمكن أن يحسن مستويات الكوليسترول لدى مرضى السكري من النوع 2، لكن، كما هو الحال مع العديد من العلاجات الطبيعية، فإن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من البحث.

وفيما يخص حموضة المعدة، ينصح الخبراء بتجنب خل التفاح، حيث يمكن أن يزيد من سوء الأعراض لدى الأشخاص الذين يعانون من الحموضة أو ارتجاع المريء بسبب طبيعته الحمضية.

وفقًا لـ نِتين ك. أهوجا، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي، لا توجد دراسات كافية تدعم فاعليته في علاج هذه الحالات.

أما عن استخدامه لعلاج حب الشباب أو الأكزيما، فتشير الأبحاث إلى أنه لا تأثير ملحوظ لهذا العلاج، بل قد يسبب بعض التهيج أو الحروق الجلدية. كما ذكرت الدكتورة ليديا لوو من جامعة فيرجينيا أن تجربتها لم تُظهر أي تحسن ملحوظ في حالة الأكزيما.

ورغم الشعبية الكبيرة التي يحظى بها خل التفاح كعلاج طبيعي، إلا أن العلماء ينصحون بالتريث، وعدم الاعتماد عليه في الكثير من الحالات الصحية دون استشارة طبية.