أبو رمان لـ"أخبار الأردن": هكذا سيؤثر فوز ترامب على المملكة

 

قال الوزير الأسبق محمد أبو رمان، إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون له انعكاسات كبيرة على المنطقة، ترتبط بثلاثة عوامل أساسية.

وأوضح أبو رمان، في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن الولايات المتحدة هي القوة الدولية الأبرز في الشرق الأوسط، بينما تبقى روسيا لاعبًا ثانويًا، فيما لا تمثل الصين تحديًا حقيقيًا للنفوذ الأمريكي هناك، مضيفًا أن عودة ترامب بمثابة "تغيير كبير" لقواعد اللعبة في المنطقة، حيث يمكن أن تُحدث رؤيته السياسية تغييرات عميقة على صعيد التوازنات والتحالفات.

وبيّن أبو رمان أن المنطقة تعيش حالة من الفوضى والصراع حول النفوذ، حيث لا توجد قواعد واضحة للعبة الإقليمية، وأن التنافس على قيادة الأجندات وفرض الترتيبات قد دخل مرحلة أكثر تعقيدًا، إذ تفتقر المنطقة إلى اتفاق شامل حول من يتصدر المشهد الإقليمي ومن يملك القرار، في ظل انعدام الاستقرار السياسي والأمني.

ونوّه إلى أن مجيء ترامب يعني، في أحد أوجهه، احتمال زيادة التصعيد العسكري، أو في حالة غير متوقعة، إمكانية دفع نحو صفقة إقليمية تشمل إيران، وإن كان هذا السيناريو يبدو مستبعدًا، وقد يكون هنالك تحولات أو تسويات مؤقتة في ساحات التوتر مثل غزة ولبنان.

أما السبب الثاني فيكمن في طبيعة شخصية ترامب، فهو رجل يؤمن بإنجاز الأمور بعقلية الصفقات، وهذا التوجه يجعل من المتوقع بروز نقاط اشتباك جديدة في المرحلة المقبلة، لاسيما أنه يميل إلى تحقيق الإنجازات عبر مقارباته المباشرة والجريئة، ومع ذلك، لا يمتلك ترامب مطلق الصلاحيات، إذ تحدد المؤسسات الأمريكية الكبرى ما يمكن للرئيس تحقيقه وما يتعين عليه تجنبه، ما يفرض عليه العمل ضمن إطار مؤسسي صارم، ما يحد من قدرته على التحرك منفردًا، رغم اندفاعه نحو اتخاذ قرارات كبيرة، وفقًا لأبو رمان.

وأشار إلى أن هناك مجموعة من المتغيرات الإقليمية تشكل تحديًا أمام سياسات ترامب المحتملة، فالمعادلات التي تفرضها التحالفات الإقليمية، بما في ذلك التوترات بين إيران وترامب وارتباطاته الشخصية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتفاعل مع الوضع العسكري الميداني المضطرب، مما يضيف مزيدًا من التعقيد، كذلك، يرافق هذا المشهد تغير الفريق الاستشاري المحيط به، وهو عامل يعكس فهمًا أعمق للملفّات بعد فترة رئاسية سابقة شكلت له انطباعات جديدة حول المنطقة.

بالنسبة للقضية الفلسطينية، فإنها تسير نحو مرحلة بالغة الخطورة، إذ يحمل ترامب مواقف متشددة تجاه قضايا مركزية مثل القدس ووكالة الأونروا، وهو يسعى لتصفية القضية الفلسطينية بما يتماشى مع المصالح الإسرائيلية، ويتجسد ذلك في خططه الداعمة لمفهوم "الأمن الإقليمي" الذي يهمّش القضية الفلسطينية، إذ يتطلع إلى تأسيس تحالف عربي أشبه بـ "الناتو"، ليوجه تركيزه نحو مواجهة إيران، ويبدو أن الفلسطينيين سيكونون عرضة لدفع الثمن إزاء هذه السياسات، فيما قد يجد الإسرائيليون في عودة ترامب فرصة لمطالبته بتحقيق وعوده لهم.

وأكد أبو رمان أن دوائر القرار في الأردن تواجه توترًا واضحًا تجاه فوز ترامب، حيث تشكل القضية الفلسطينية حجر الأساس للأمن القومي الأردني، ولطالما كانت مركزية في السياسة الأردنية، وعلى مدار العامين الماضيين، شهدت العلاقات بين الأردن وأمريكا جمودًا ملحوظًا، ومع عودة ترامب، يُتوقع أن يزداد الضغط على الأردن للانخراط في مشاريع السلام الإقليمي والمشاركة في التحالفات الجديدة التي تهدف إلى خلق بيئة إقليمية جديدة تتماشى مع أولويات ترامب الاستراتيجية.