هل أنا السبب ...

إبراهيم أبو حويله...

المشكلة ليست في الأرض والوقت لكن المشكلة في الإنسان...بتصرف مالك بن نبي.

يقول اليابانيون أيدينا تحمل كنزاً ذهبياً ، هذه اليد تستطيع أن تقوم بأشياء لا ولم تخطر على بال ، خذ ما حدث في القرن الأخير ، نعم استطاع الانسان ان يصل الى اماكن وصناعة ادوات واختراعات والوصول إلى مناطق كانت خيال .

نفقد شيئا هنا كنّا نمتلكه في الماضي ، هذه المنطقة هي مكان ولادة الحضارات وانتشارها في العالم ، من بنى الأهرامات وحدائق بابل ، من بنى البتراء وسد مأرب ، هذا الإنسان يملك معدنا فريدا هو فعال ومنفعل بطبعه  ، نعم يحتاج إلى تلك الظروف التي تخرج طاقته ، وتوظف هذه الطاقة والقدرة لتكون فاعلة ومنتجة ومنضبطة ،، فرعون ربما .

وإن كنت اقولها مازحا ، ولكن توليفة القيادة الحازمة والإدارة الناجحة هي مفتاح للنجاح ، إذا اضفنا إليها توفر المواد والموارد عندها تستطيع بناء حضارة واهرامات ، نعم نحن نستعمل الدين بطريقة خاطئة كما استعملناه سابقا في بناء الأهرامات ، وما زلنا نستعمله بطريقة خاطئة ، وأقول خاطئة قاصدا ، نحن سخرنا الدين لتحقيق اهداف دنيوية شخصية في المجمل طبعا ، فئة عريضة ممن يمتهنون الدين جعله وسيلة لغاية فردية ومكسب شخصي ، ولم يفهموا مقاصده الحقيقة في صناعة الإنسان والحضارة ، وصناعة الإنسان المنضبط وفق منهج رباني يسعى لبناء الأرض وجعلها صالحة للحياة والعطاء ، وفتح المجال امام هذه الجموع من البشرية لتنظر للمنهج الرباني كيف يبني النموذج الذي يجب أن تكون عليه الإنسانية ، وهنا تحديدا يتم تحقيق مفهوم الإستخلاف والخليفة في الأرض .  

كيف تكون الطاقة البشرية فاعلة فيما يعود عليها بالخير ، فلا تنشغل بسفائف الامور وترهاتها ، والبكائيات على ماض جميل ، ومنشغلة بما يصنع مستقبلا مشرق ولا تبكي على الأطلال .

في زيارة لمجموعة سياح ألمان إلى الصحراء المغاربية هالهم حجم التصحر وقلة العمل ، فقرر مجموعة منهم إنشاء سياحة خاصة قائمة على إعادة الحياة إلى الصحراء ، فجمعوا الاموال والأشخاص وأطلقوا مشروع لحفر الآبار وزراعة واحة للنخيل والأشجار الصحراوية.

الفرق اذا ليس في الأرض ولا الوقت ، الفرق في الإنسان ، الفرق في الفاعلية ، لذلك تخضر أرضهم ومدنهم وتنتج ايديهم وعقولهم حضارة.
وتتصحر أرضنا ومدننا ومشاريعنا !!!