البستنجي لـ"أخبار الأردن": تحركات الحرس الثوري كانت بخلاف رغبة الرئيس الإيراني
وصف الكاتب والباحث في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي، الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل بأنه لحظة فاصلة، تمثل أول اعتراف علني من طهران بالتورط المباشر في صراع خاضته منذ فترة طويلة من خلال وكلائها، وكأنها تقول: إيران أصبحت الآن في اللعبة علانية.
وقال في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إن ما يجعل هذا الحدث بالذات مهمًا للغاية، لا يتعلق باختراق الدفاعات المتقدمة، بما في ذلك القبة الحديدية الإسرائيلية الشهيرة، والتحصينات التي يدعمها حلف شمال الأطلسي، بل بالتداعيات الاستراتيجية التي ستجبر إسرائيل وحلفاءها الغربيين على إعادة ضبط نهجهم.
وتكهن البستنجي بأن الرد الإسرائيلي والأمريكي القوي أمر لا مفر منه، وقد يأخذ شكل ضربات منسقة، أو حتى إنشاء تحالف غربي أوسع يهدف إلى شل البنية التحتية العسكرية الإيرانية، مضيفًا أن إيران تستعد بالفعل لهذا الهجوم المضاد وهي مستعدة لامتصاص الضربة.
وأكد أن مصدر الضربة ليس القيادة السياسية بل الحرس الثوري الإيراني، مضيفًا أن تحركاته كانت بخلاف رغبة الرئيس الإيراني مسعود بازاشكيان، مع ما أظهره الأخير من خشية أو تردد في التصعيد بعد اغتيال هنية، ما يعني أننا أمام ضربة تحمل بصمة الحرس الثوري.
وبيّن البستنجي أن الضربة جاءت في توقيت حساس للغاية، حيث هدفت إلى رفع الروح المعنوية وإعادة زمام المبادرة إلى محور المقاومة.
وأشار إلى التأثير النفسي لمثل هذه الضربة، بقوله إن اختراق دفاعات إسرائيل تمثل ضربة نفسية كبيرة للأمن الإسرائيلي، ما يزعزع استقرار قيادتها العسكرية وجمهورها.
وقدّم البستنجي مقارنة تاريخية مع الحرب الإيرانية العراقية، والتي أظهرت فيها إيران قدرة ملحوظة على تحمل الخسائر الهائلة مع الاستمرار في الضغط على ميزتها العددية، وأن هذه المرونة، إلى جانب قدرة النظام على امتصاص الضربة، ستجعل إيران أكثر قدرة على تحمل الخسائر.
وعلى الرغم من التفوق التكنولوجي لإسرائيل، حذر البستنجي من أن استعداد طهران للتضحية بكل شيء قد يميل في نهاية المطاف إلى إمالة الميزان لصالحها.