السبايلة لـ"أخبار الأردن": المحطة التالية هي مطار بيروت
قال الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية الدكتور عامر السبايلة، إن الضربة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة لا تستهدف حسن نصر الله فقط، بل تستهدف قيادات الحزب كافة.
وأوضح السبايلة في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن الضربة بمثابة مبادرة متعمدة واستراتيجية تهدف إلى زعزعة استقرار جوهر قيادة حزب الله، من خلال استهداف القادة العملياتيين، والشخصيات السياسية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول تفتيت الوحدة التنظيمية التي دعمت حزب الله خلال سنوات من الصراع والمناورات السياسية.
وبيّن السبايلة أن هذا التصعيد متجذر في سياق تاريخي تميز بالاعتداءات السابقة على شخصيات رئيسية في حزب الله، مثل مقتل قادة وحدة الرضوان مؤخرًا، ما يعمل في نهاية المطاف على تقويض قدرات الحزب العملياتية، ويؤثر على معنوياته.
وأكد أن التركيز على إفراغ معاقل حزب الله الجغرافية، وخاصة الضاحية الجنوبية لبيروت، هو خطوة محسوبة لحرمان المجموعة من أسسها اللوجستية والأيديولوجية، وأن هذه الحملة ستعمل على عزل حزب الله، وإضعاف قدرته على حشد الدعم والموارد.
وذكر السبايلة أن المحطة التالية هي مطار بيروت، فإسرائيل تهدف إلى السيطرة على المواقع الاستراتيجية، وأن مثل هذا النوع من السيطرة سَيُسهل العمليات الاستخباراتية والضربات الاستباقية ضد الجماعات المسلحة الأخرى المتحالفة مع إيران، مما يؤدي فعليًا إلى توسيع ساحة المعركة إلى ما هو أبعد من حدود لبنان.
وأوضح أن استهداف حزب الله ليس سوى مقدمة لمعالجة التهديدات المحتملة الأخرى الصادرة من سوريا والعراق واليمن، محذرًا من إمكانية نشوب صراع متعدد الجبهات، قد يعيد تشكيل المشهد الإقليمي.
وبيّن السبايلة أن ما يحدث يعد منعطفًا حرجًا في جغرافيا الشرق الأوسط السياسية، حيث قد تؤدي تداعيات تصرفات إسرائيل إلى تأثير متتالٍ من التدابير الانتقامية من الميليشيات المتحالفة، ومع تصاعد التوترات، فإن المنطقة قد تشهد تفاعلًا من المناورات السياسية بين الجهات الفاعلة الإقليمية، والتي تسعى إلى استغلال نقاط الضعف التي كشف عنها هذا الصراع.