طفلة مدمنة على الإباحية.. وشاب جامعي أضاع طريقه إلى منزله بسبب الهاتف
خاص
كشفت اختصاصية علم النفس بسمة الكيلاني عن الآثار السلبية للاستهلاك الرقمي غير المنضبط، بالإضافة إلى التغيرات الإدراكية التي تحدث للدماغ عند إحاطته بالتكنولوجيا.
وقدّمت الكيلاني، خلال حديث لقناة "المملكة"، رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، مثالًا على طفلة تبلغ من العمر عامين كانت تستخدم الهاتف لمشاهدة الأفلام الإباحية.
وأوضحت الكيلاني أن الانخراط العصبي السريع في المواد الإباحية، حتى عند استهلاكها بشكل غير واعٍ، يغير نظام المكافأة في الدماغ. وأشارت إلى أن الإفراط في إفراز الدوبامين، وهو الناقل العصبي الذي يلعب دورًا حاسمًا في دائرة المتعة في الدماغ، يؤدي إلى حالة من الإدمان.
وأضافت أن نوبات الغضب العنيفة، والأرق، وفقدان الشهية التي عانت منها هذه الطفلة ليست مجرد قضايا سلوكية، بل هي أعراض خارجية لتغيرات كيميائية عصبية أعمق.
وبيّنت الكيلاني أن خطورة هذا السيناريو تتفاقم بسبب تأثير المواد الإباحية، خاصة في مثل هذه السن المبكرة، على تصورات الألفة والعلاقات وتقدير الذات. كما أن التعرض المستمر للمحفزات المفرطة يمكن أن يترك الأطفال في مرحلة حرجة من النمو معرضين لخطر تبني تصورات مشوهة عن الحب، التواصل، وحتى أجسادهم.
أما فيما يتعلق بالحالة الثانية، فقد أشارت الكيلاني إلى أن محنة الطالب الجامعي مقلقة في تداعياتها، خاصة أنه يمضي 16 ساعة يوميًا على الإنترنت، ما أدى إلى عزلة اجتماعية.
وأوضحت الكيلاني أن هذا الطالب أصبح مشوشًا لدرجة أنه لم يتمكن من العثور على طريقه إلى منزله. وأرجعت ذلك إلى أن الإفراط في استخدام التكنولوجيا يؤدي إلى تراجع القدرات المعرفية، مثل الذاكرة والتركيز.
وأشارت إلى أن الإنترنت، بما يحمله من وابل مستمر من المعلومات والمحفزات، يعمل على تهيئة الدماغ للعمل في نوبات قصيرة بحثًا عن الإشباع الفوري. وهذا يجعل من الصعب على الأفراد التركيز على المهام المعقدة، أو الاحتفاظ بالمعلومات، أو الانخراط في تفكير عميق وتأملي.