المغاربة لـ"أخبار الأردن": أميركا تريد هدنة بسبب نفاد ذخيرة الكيان
خاص
قال المهندس العسكري محمد المغاربة إن إلحاح الولايات المتحدة لإجراء هدنة في لبنان هو مماطلة شيطانية لإنقاذ الكيان من نفاد ذخيرته الجوية.
وأكد في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن رغبة الولايات المتحدة الجامعة في إيقاف الحرب سببها أزمة وشيكة لدى قوات جيش الاحتلال، تتمثل في استنزاف القدرات العسكرية الجوية والذخيرة بشكلٍ مفرط وجنوني.
وبيّن المغاربة أن الانتقادات الشديدة التي ظهرت داخل دوائر الدفاع الأميركية خلال الهجمات الإسرائيلية السابقة، وخاصة في غزة، سببها الاستخدام الإسرائيلي المفرط والعشوائي للقصف الجوي، مما شكّل استنزافًا متهورًا للذخائر.
وذكر أن الأمر يتكرر الآن في لبنان، وبشكلٍ خاص مع شهية إسرائيل الشرهة للتدمير، والمدفوعة بالانتقام لتدمير مواقع حزب الله، مضيفًا أن الأمر يشبه كما لو أن إسرائيل مقامر يائس يبدد الموارد في محاولة لتحقيق انتصارات سريعة، دون النظر في العواقب.
وبيّن المغاربة أن النهج الذي تنتهجه القيادة الإسرائيلية يتجاهل أحد المبادئ الأساسية للحرب الحديثة: إدارة الموارد، فالاستخدام المتهور للذخائر، إلى جانب الافتقار إلى هجوم بري منسق لمتابعة القصف الجوي، يعد أمرًا معيبًا في الأعراف العسكرية، مضيفًا أن القوة الجوية، على الرغم من قوتها الهائلة، إلا أنها تتطلب عملية برية تكميلية لاستغلال آثارها بالكامل. ولكن في لبنان، تقاتل القوات الجوية الإسرائيلية في عزلة، دون الدعم الحاسم من القوات البرية لتعزيز المكاسب الإقليمية أو تأمين الأهداف الاستراتيجية التي تطمح إليها، ما أدى إلى فشل الضربات الجوية في ترجمة مكاسب سياسية أو عسكرية حاسمة.
وأكّد أن تدخل الولايات المتحدة ليس مدفوعًا بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه الإقليم والمنطقة، بل من منطلق منع الانهيار الكامل لجهود الحرب الإسرائيلية، لتكون الهدنة المقترحة وكأنها توقف تكتيكي يهدف إلى منح إسرائيل الوقت الذي تحتاج إليه لإعادة تسليح نفسها وتزويدها بالإمدادات.
وأشار إلى أن وقف إطلاق النار يشكل وسيلة لكسب الوقت، الوقت الذي تستطيع فيه الولايات المتحدة إعادة إمداد حليفتها، والوقت الذي تستطيع فيه إسرائيل إعادة تجميع صفوفها قبل مواجهة احتمالات هجوم أكثر عدوانية من جانب حزب الله.