الحوارات لـ"أخبار الأردن": خطاب الملك توبيخ علنيّ ودعوة لإيقاظ الضمير
قال المحلل السياسيّ الدكتور منذر الحوارات، إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعد بمثابة توبيخ علني، ودعوة إلى إيقاظ الضمير، وإعلان لمبادئ الأردن الثابتة في إقليم متصدع.
وأوضح في تصريح الحوارات لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن خطاب جلالة الملك تضمن عدة رسائل، الأولى منها موجهة إلى المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة وما يسمى بالقوى العالمية التي تدعي دعم مبادئ العدالة وحقوق الإنسان.
وبيّن الحوارات أن جلالته كشف ببلاغة عن خيبة الأمل العالمية المتزايدة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مسلطاً الضوء على فشله في الوفاء بولايته الأساسية، من خلال تطبيق انتقائي للقانون الدولي، وأنه يتم تطبيق سيادة القانون على البعض دون الآخر.
وذكر أن خطاب جلالته أظهر التفاوت الصارخ في طريقة التعامل مع حقوق الإنسان على مستوى العالم، وأن "بعض الدول فوق القانون"، متحديًا المعايير المزدوجة التي سمحت لإسرائيل بالإقدام على فعلتها مع الإفلات التام من العقاب بينما يتم التعامل مع معاناة الفلسطينيين بلا مبالاة.
أما الرسالة الثانية، فاتخذت منعطفًا آخر؛ إذ أن جلالته لم يتردد في إدانة استغلال إسرائيل لطوفان الأقصى لتبرير المزيد من إراقة الدماء ضد الفلسطينيين الأبرياء، واتهم إسرائيل باستخدام الاضطرابات كذريعة لتعميق احتلالها، وقتل وتشريد وإرهاب شعب يعيش بالفعل تحت وطأة عقود من القمع، وفقًا للحوارات.
وبالتحول إلى الداخل، كان إعلان جلالته بأن سلامة أراضي الأردن فوق كل اعتبار، وأنه لن يتم السماح بأي محاولات لتغيير هويته أو إجباره على دور "الوطن البديل" للفلسطينيين.
ونوّه الحوارات إلى أن الدعوة جلالته لـ"حلٍ عادل" ليست جديدة، إلا أن تكرارها في هذا الخطاب يحمل معه ثقل الحاجة الملحة، وأن الملك بذلك ينبه العالم إلى أن الوقت بدأ ينفذ.