العتوم: الديمقراطية تزدهر من خلال التنوع البناء
قالت عضو مجلس الأعيان الأسبق، الدكتورة ميسون العتوم، إنها ليست متفاجئة من نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، وإنها واثقة من عدم حدوث أي تدخل في العملية الانتخابية، مضيفةً أن حديثها عن مجلس النواب العشرين، بأنه سيكون درسًا للجميع، يرتكز على التركيبة التي خرج بها المجلس، والتي تضم مقاعد حزبية تتوزع على عدة تيارات ومدارس وأيدولوجيات.
وأضافت العتوم خلال جلسة حوارية نظمتها مؤسسة "مسارات الأردنية" حول "قراءة في إجراءات ونتائج الانتخابات النيابية والمشهد السياسي"، أنه لا يوجد ما يسمى بـ"الخريطة المريحة أو المرسومة"، التي تشير إلى مفهوم النتائج المحكومة أو الخاضعة للتلاعب، مؤكدة أن هذا المنظور يعد نتاجًا للتفكير الفاسد، الذي لن يخدم الدولة أو الحكومة أو المواطن.
وأشارت العتوم إلى إيمانها بعدم القدرة على التنبؤ بديناميكية الأنظمة الديمقراطية، وخاصة أن الديمقراطية، بطبيعتها، تزدهر من خلال التنوع البنّاء الذي يجبر وجهات النظر المختلفة على الانخراط مع بعضها البعض والتفاوض على مسارات نحو العدالة من جهة، والصراع بين قوى التأثير الاجتماعي من جهة أخرى.
وبيّنت العتوم أن نتائج الانتخابات، وإن لم تكن مفاجئة، إلا أنها تحمل تناقضًا. فهي، حسب قولها، سعيدة وغير سعيدة في الوقت نفسه، حيث ظهر فوز حزب جبهة العمل الإسلامي وكأنه الكتلة التي ستمثل الشعب بما أنها حصلت على أعلى الأصوات، لكن هذا غير دقيق، فنسبة التصويت التي حصلوا عليها، وهي 31%، تعكس الهيمنة فقط. إلا أنه يجب الالتفات إلى النسبة المتبقية التي لم تصوّت، ومن هنا يظهر ما يسمى بالحكم الشمولي.
وحذرت العتوم من أن الدكتاتورية قد تنشأ نتيجة الفئة الصامتة التي تشعر بالعزلة واليأس والإحباط. وأوضحت أن هذه الأحزاب لن تقدم جديدًا، وأن الانتخابات لن تصنع الفارق، ما يجعل هذه الفئة لقمة سائغة للحكومات الشمولية، الأمر الذي يؤجج الصراعات ويترك الساحة لآخرين يستفردون بصنع الخطاب، والقانون، والمؤسسة، لتكون هذه الفئة بذلك مجرد متلقٍ سلبي لكل ما يفرض عليها من السلطات.
وأشارت العتوم إلى أن فترات السخط والاضطرابات أمر لا مفر منه حتى في الديمقراطيات الراسخة، مستشهدة بالموجة الحالية من الانتقادات الديمقراطية في أوروبا. وأكدت أن مثل هذه التراجعات ليست علامة على الفشل، بل هي جزء من العملية الجارية لتطور الديمقراطية، ما يقدم نظرة متفائلة للأردن.