الأردن.. أطفال يرضعون زيوتا مهدرجة تهددهم بمخاطر صحية كبيرة

{title}
أخبار الأردن -

 

حذّر الدكتور سيف السالم من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام الزيوت المهدرجة في حليب الرُضّع، والتي تُضاف لتقليل التكاليف وإطالة مدة صلاحية العبوة.

وأوضح الدكتور السالم في حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" أن الزيوت المهدرجة تُنتج أحماضًا دهنية متحولة قد تؤدي إلى اضطرابات في النمو العصبي.

وبيّن السالم أنه في أول عامين من حياة الطفل، يتضاعف حجم الدماغ، ويعتمد هذا النمو بشكل كبير على تناول الدهون عالية الجودة مثل تلك الموجودة في حليب الأم، والذي يحتوي على أحماض دهنية أساسية مثل حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) وحمض الأراكيدونيك (ARA). ومع ذلك، فإن الزيوت المهدرجة في تركيبات الحليب للأطفال تستبدل هذه الدهون الصحية ببدائل أرخص وأقل جودة، مما قد يكون أكثر ضررًا.

وأضاف الدكتور السالم أن الأطفال الذين يتناولون تراكيب دهنية تحتوي على دهون متحولة يظهرون درجات معرفية أقل في سن الثانية، حيث يكون معدل الذكاء لديهم أقل بمتوسط خمس نقاط مقارنةً بالأطفال الذين يرضعون طبيعيًا.

كما أشار الدكتور السالم إلى أن هؤلاء الأطفال يكونون أكثر عرضة بنسبة 26٪ لسلوكيات نقص الانتباه خلال الطفولة المبكرة.

وأشار السالم إلى أن الرضع الذين يتناولون حليبًا صناعيًا يحتوي على زيوت مهدرجة لديهم احتمال أعلى بنسبة 40٪ للإصابة بمقاومة الأنسولين بحلول سن الخامسة، وهو ما يعد مقدمة لمرض السكري من النوع 2، بالإضافة إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالكوليسترول في سن 18 بنسبة 25٪ مقارنةً بأقرانهم الذين يرضعون طبيعيًا.

وأفاد السالم أن حوالي 50% من الرضع في البلدان ذات الدخل المرتفع يتلقون حليبًا صناعيًا خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم. وفي البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تتزايد الأرقام بسرعة نتيجة الحملات التسويقية التي تروج للحليب الصناعي كبديل عصري أو مناسب للرضاعة الطبيعية.

وتشير توقعات اليونيسيف إلى أن سوق الحليب الصناعي العالمي سينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 9.5% حتى عام 2026، ليصل إلى 103 مليار دولار.

وأشار السالم إلى أن العديد من الآباء غير مدركين للمخاطر الخفية في الحليب الصناعي، حيث أظهر استطلاع رأي أُجري في عام 2019 أن 15% فقط من الآباء يعرفون أن "الزيوت المهدرجة" أو "الدهون المهدرجة جزئيًا" هي دهون متحولة، وأن أقل من 10% كانوا على دراية بتأثيراتها الضارة على صحة الرضع.

وفيما يتعلق بالحلول، ذكر السالم أن منظمة الصحة العالمية أطلقت مبادرة عالمية تُدعى REPLACE، بهدف القضاء على الدهون المتحولة المنتجة صناعيًا بحلول عام 2023. ومع ذلك، فإن عدد الدول التي نفذت سياسات تقييد استخدام الدهون المتحولة في الغذاء بلغ 58 دولة فقط، قامت 40 منها بحظرها في جميع المنتجات بما في ذلك حليب الأطفال.

وخلص السالم إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن استهلاك الدهون المتحولة يكلف الاقتصاد العالمي 18 مليار دولار سنويًا في نفقات الرعاية الصحية وفقدان الإنتاجية، وأن زيادة حالات السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالتعرض المبكر للزيوت المهدرجة تساهم في تفاقم هذا العبء.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير