البراري: حان الوقت الاستيقاظ... حرب غزة غطاء لضم الضفة الغربية
قدّم أستاذ العلاقات الدولية الدكتور حسن البراري تحليلًا للعدوان في غزة، والذي ينظر إليه على أنه مجرد سطح لاستراتيجية أعمق وأكثر شرًا، ألا وهي الضم التدريجي للضفة الغربية من قبل إسرائيل.
وأوضح في حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن التسريب الأخير لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت الصريحة، حيث رفض احتمال "النصر المطلق" في غزة باعتباره "هراء"، بمثابة لمحة نادرة عن الحسابات الحقيقية للنخبة السياسية والعسكرية في إسرائيل، مضيفًا أن هذه التعليقات، والتي كان من المفترض في البداية أن تبقى خلف الأبواب المغلقة، تكشفت الآن وأضحت تظهر التنافر بين الخطاب العام، وكواليس الغرف المغلقة.
وأكد البراري أن استمرار الصراع في غزة، والذي وصفه رئيس الوزراء السابق إيهود باراك بأنه "أسوأ فشل في تاريخ إسرائيل"، لا يمكن فهمه ببساطة من خلال عدسة طموحات نتنياهو الشخصية، ومنها: تجنب محاكمات الفساد، والحفاظ على ائتلافه الهش، وتجنب الانتخابات المبكرة، فهذه التفسيرات، على الرغم من أهميتها، تفشل في فهم المناورات الجيوسياسية الأوسع نطاقًا التي تلعب دورًا، مبينًا أن الحرب في غزة، على ما تحمله من دمار، قد تكون تحويلًا متعمدًا، يهدف إلى إخفاء وتسهيل طموح أكبر وأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل وهو: الضم الكامل للضفة الغربية.
وبيّن أن نتنياهو، إلى جانب حلفائه من اليمين المتطرف، وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يخططون لصراع مطول في غزة، ليس بدافع الضرورة العسكرية، بل كغطاء استراتيجي لهدفهم الحقيقي، مشيرًا إلى أن الضفة الغربية، بعمقها الاستراتيجي وسكانها، تمثل الحدود النهائية في المشروع الصهيوني للتوسع الإقليمي، وقد يكون الهدف النهائي هو تهجير الفلسطينيين، ودفعهم عبر نهر الأردن في محاولة لتحويل إسرائيل إلى دولة مفردة متوسعة غير مثقلة بتركيبة سكانية فلسطينية كبيرة.
وذكر البراري أن هذا السيناريو يتطلب إعادة تقييم عاجلة لأشكال المقاومة، فقد لا تكفي الأساليب التقليدية للمقاومة والدبلوماسية في مواجهة مثل هذا التهديد المحسوب والوجودي، مضيفًا أن مواجهة ضم الضفة الغربية والتهجير القسري المحتمل للفلسطينيين إلى الأردن يتطلب تحولًا جذريًا في النهج، بل يتطلب مقاومة قوية وموحدة، سواء داخل فلسطين أو عبر المجتمع العربي والدولي الأوسع، لمواجهة هذا التوسع العدواني.
ونوه إلى أنه حان الوقت للاستيقاظ على حقيقة مفادها أن صراع غزة ليس حدثًا معزولًا بل هو جزء من لغز أكبر، فضم الضفة الغربية ليس احتمالًا بعيدًا بل هو حقيقة وشيكة، وهي حقيقة من شأنها أن تغير بشكل لا رجعة فيه مشهد الشرق الأوسط، مردفًا بأن منع ذلك يتمثل في الجهد المتضافر لتمكين المقاومة الفلسطينية، وتوحيد الدول العربية، وحشد الرأي العام العالمي ضد هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي.