الحوارات: نتنياهو أمام مفترق طرق... وحواجز تفتيش نتساريم تعيدنا إلى 1948

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر حوارات لدى حديثه لقناة رؤيا إن القرار الاستراتيجي الذي اتخذه نتنياهو بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا -صلاح الدين ليس مجرد مناورة عسكرية بل هو بيان سياسي محسوب يهدف إلى إعادة تشكيل النظام بعد الحرب في المنطقة، فمن خلال رسم خط صارم على طول هذه الحدود، يحاول نتنياهو فرض واقع جديد لا ترغب حماس في قبوله، لأنه يرمز إلى موطئ قدم إسرائيلي يمتد إلى ما هو أبعد من الصراع المباشر، ويمس قضايا أوسع نطاقًا تتعلق بالسيادة والسيطرة الإقليمية.

ويقترح حوارات أنه في الإطار الاستراتيجي الإسرائيلي، يُنظر إلى "اليوم التالي" للحرب على أنه مشهد خالٍ من حماس، وهي الرؤية التي تغير بشكل أساسي توازن القوى في غزة والأراضي الفلسطينية الأوسع. ومع ذلك، فإن هذه الفكرة ليست خالية من التحديات. إن الإشارة إلى محور نتساريم، حيث اقترح نتنياهو إقامة نقطة تفتيش مطلقة للأفراد النازحين، وخاصة أولئك المشتبه في حملهم للأسلحة كما يزعم، ترمز إلى استراتيجية أعمق وأكثر مكرًا.

وبيّن الحوارات أن نقطة التفتيش هذه ليست مجرد إجراء أمني بل هي آلية للسيطرة تعكس الأحداث المؤلمة التي وقعت في عام 1948، عندما مُنع الفلسطينيون النازحون بشكل منهجي من العودة إلى ديارهم، مما أدى إلى الاستيطان غير القابل للرجوع في تلك المناطق.

وقال إن هذا التوازي التاريخي يعمل كتذكير مؤثر بالتأثير الدائم لمثل هذه السياسات، حيث يخلف تهجير السكان والسيطرة عليهم عواقب طويلة الأمد. ويمكن النظر إلى وضع مثل هذه النقاط التفتيشية الاستراتيجية كمحاولة لإعادة خلق ديناميكية مماثلة، حيث تعوق عودة النازحين حواجز لا يمكن التغلب عليها، سواء كانت مادية أو سياسية.

وأضح أن رفض إسرائيل الانسحاب الكامل من المناطق الرئيسية مدفوع برغبة في منع أي عودة محتملة للعنف على غرار أحداث السابع من أكتوبر، إلا أن هذه الاستراتيجية ليست خالية من التداعيات الداخلية، فنتنياهو يواجه ضغوطًا متزايدة من جبهات متعددة: فمن ناحية، هناك احتجاجات متزايدة من جانب السكان الإسرائيليين الذين سئموا الصراع؛ ومن ناحية أخرى، تستغل المعارضة الإسرائيلية هذه اللحظة لدفع نتنياهو نحو صفقة تبادل أسرى.

وتزعم المعارضة أن مثل هذه الصفقة من شأنها أن تعمل على استقرار قبضة نتنياهو الهشة على السلطة، وخاصة إذا بدأ الدعم من اليمين المتطرف في التضاؤل.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير