الرداد: تشابك أيديولوجي معقد ترسمه إيران وتركيا في المنطقة

{title}
أخبار الأردن -

 

يتعمق الخبير السياسيّ والأمنيّ الدكتور عمر الرداد في الطبيعة المعقدة والمتناقضة غالبًا للجغرافيا السياسية، حيث تتشابك الإيديولوجية، والدين، والمصالح الاستراتيجية في رقصة معقدة لمشهدٍ إقليميّ مضطرب.

يكشف تحليل الرداد لإيران وتركيا عن الاستراتيجيات الدقيقة ومتعددة الأوجه التي تستخدمها هذه القوى الإقليمية، مما يتحدى السرديات السطحية التي تنظر إلى سياسة المنطقة من خلال عدسة طائفية، أو أيديولوجية بحتة.

وفي هذا الصدد، قال الرداد خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إن إيران وعلى الرغم من كونها الزعيم الروحي للقيادة الشيعية، اختارت التحالف مع أرمينيا المسيحية في صراعها مع أذربيجان الشيعية، مضيفًا أن هذا التحالف لا يعد شاذًا بل هو انعكاس للحسابات الاستراتيجية الإيرانية، حيث تتفوق المصالح الجيوسياسية على كل شيء.

وبيّن أن علاقة إيران بأرمينيا تسمح لها بممارسة نفوذها في جنوب القوقاز، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، تسمح بموازنة نفوذ لاعبين إقليميين آخرين مثل تركيا. وهذه ليست مجرد خطوة تكتيكية بل هي دليل على استراتيجية إيران الأوسع نطاقًا في استخدام تحالفات متنوعة للحفاظ على هيمنتها الإقليمية.


وأوضح الرداد أن تركيا تبنت نهجًا براجماتيًا في سياستها الخارجية، فتحالفها مع أذربيجان الشيعية لا ينبع من القرابة الدينية بل من المصالح الاستراتيجية المشتركة، وخاصة في سياق الصراع على إقليم ناغورنو كاراباخ ومنطقة القوقاز الأوسع، مشيرًا إلى دعم تركيا لأذربيجان يخدم أغراضًا متعددة: فهو يعزز نفوذ تركيا، ويواجه النفوذ الأرمني، وبالتالي النفوذ الروسي في المنطقة، ويعزز أمنها في مجال الطاقة من خلال العلاقات الوثيقة مع أذربيجان الغنية بالطاقة.

ملاحظة الدكتور الرداد بأن إيران وتركيا "تمارسان السياسة" بالمعنى الكامل للكلمة تؤكد على حقيقة مفادها بأن البيئة المتقلبة والمعقدة في الشرق الأوسط، غالبًا ما تنجذب لسياسات القوة والنفوذ، مبينًا أن الدين، وعلى الرغم من كونه أداة مهمة، إلا أنه يتم توظيفه بشكل انتقائي واستراتيجي لخدمة أهداف جيوسياسية أوسع، لتكون التحالفات التي تشكلها هذه البلدان متغيرة وفقًا لمتطلبات اللحظة.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير