"إنهاء خدمة الموظف دون طلبه".. الصبيحي للخصاونة: رُد عليّ ولن تندم أبداً

{title}
أخبار الأردن -

 

كتب خبير التأمينات والحماية الاجتماعية موسى الصبيحي:

أحسنت الحكومة بقرارها الموافقة على الأسباب الموجبة لتعديل نظام إدارة الموارد البشرية في القطاع العام (المادة 67) منه التي حظرت على الموظف العام العمل خارج أوقات الدوام الرسمي، وذلك بالتراجع عن الحظر، وبما يضمن السماح لموظفي القطاع العام بالعمل خارج أوقات الدوام الرسمي ضمن عدد من الضوابط التي سيُصار إلى وضعها.

هذا، دون شك، يُسجّل للحكومة ولرئيسها بعد موجة من الانتقادات العارمة للنظام، ما دفع الرئيس لطلب دراسة آثار منع الموظف العام من العمل خارج أوقات دوامه الرسمي.

على أي حال، فإنني هنا أدعو دولة رئيس الوزراء إلى أن يُتبِع هذه الحسنة بحسنة أخرى، وربما كانت أكبر وأعظم أجراً، وهو أن تعيد الحكومة النظر بالمادة (100/أ/2) من نظام إدارة الموارد البشرية في القطاع العام التي تنص على:
(يجوز للمرجع المختص بالتعيين إنهاء خدمة الموظف الخاضع لقانون الضمان الاجتماعي بناءً على طلبه أو دون طلبه إذا استكمل شروط الحصول على التقاعد المبكر).

وإعادة النظر بهذه المادة يحتاج إلى وضع ضوابط وشروط دقيقة جداً في النظام نفسه لضبط موضوع إنهاء خدمات الموظف العام المستكمل لشروط التقاعد المبكر في حال كان قرار إنهاء خدمته دون طلبه، بحيث تُقيَّد السلطة التقديرية للمرجع المختص وصاحب الصلاحية بإنهاء خدمة الموظف بأكبر قدر من الضوابط، الكفيلة بالحد من اتخاذ قرارات تمييزية أو خاضعة للمزاجية، وكذلك أن تكون الغاية صون حقوق الموظف العام وتمكينه من العيش الكريم عبر تقاعد كريم.

وأقترح أن تكون شروط وضوابط إنهاء خدمة الموظف دون طلبه في حال كان مستكملاً لشروط التقاعد المبكر على النحو التالي:

١) انطباق أحد سيناريوهات التقاعد المبكر عليه وفقاً لأحكام قانون الضمان الاجتماعي وذلك كقاعدة عامة.

٢) تحديد أسباب موضوعية لإنهاء خدمة الموظف المستكمل لشروط التقاعد المبكر دون طلبه استناداً إلى مبادىء العدالة، والمساواة، والشفافية، ونتائج تقييم الأداء، وتكافؤ الفرص.

٣) أن لا يقل عُمر الموظف عن (55) عاماً وعمر الموظفة عن (50) عاماً.

٤) أن لا تقل خدمة الموظف في القطاع العام المشمولة بالضمان عن (30) عاماً وأن لا تقل خدمة الموظفة عن (27) عاماً.

٥) أن يستند قرار إنهاء خدمة الموظف العامل في مهنة خطرة وفقاً لتصنيف المهن الخطرة بالضمان إلى قرار من مرجع طبي معتمَد من الحكومة ومؤسسة الضمان ومختص في الطب المهني، وأن لا تقل خدمة الموظف عن (21) عاماً وخدمة الموظفة عن ( 18 ) عاماً، إلإ في الحالات التي تستدعي أقل من ذلك صحيّاً، شريطة أن تتحمل الخزينة نسبة الخصم المقررة وفقاً لقانون الضمان من الراتب التقاعدي الأساسي للموظف المُحال.

هذه الشروط والضوابط ستُمكّن من ضبط التقاعدات المبكرة في القطاع العام وقصرها على الضروري فقط، وسيمكّن الموظفين المُكرَهين على التقاعد المبكر من الحصول على رواتب تقاعدية مناسبة، كما ستقلل هذه الضوابط من جنوح المراجع المختصة بالتعيين إلى إنهاء خدمة الموظف لأسباب غير موضوعية. ومن جهة أخرى مهمة سيؤدي ضبط التقاعدات القسرية المبكرة إلى الحد من الإضرار بالمركز المالي للضمان.

أقول لدولة الرئيس: رُد عليّ وأتْبِع الحسنة بحسنة أكبر منها ولن تندم أبدا.!

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير