الفوضى وغياب الأمن يخيمان على بريطانيا.. والإمارات تحذر رعاياها
قال محللون وباحثون سياسيون واقتصاديون في بريطانيا، إن المملكة المتحدة باتت تعاني من أجواء فوضى وانعدام للأمن، وذلك في مدن رئيسية ووسط تجمعات مهمة، في وقت يقف فيه الأمن متراخيا في التعامل مع ظواهر علنية لممارسة عنف وحوادث سرقة، تحدث في وضح النهار، مع ارتفاع وتيرة البلاغات المقدمة في صدد الاعتداءات والسرقات، دون اتخاذ إجراءات فعالة من جانب الأجهزة المعنية.
ومن انعكاسات انتشار الفوضى إلى حد كبير في الشارع وعدم قيام أجهزة الأمن بدورها، ما قامت به سفارة الإمارات في لندن، السبت، بدعوة مواطنيها في المملكة المتحدة إلى أخذ الحيطة والحذر، وتفادي مناطق التجمعات.
وجاء التحذير الإماراتي، بسبب ما تناقل من وقائع وأحداث تظهر وجود فوضى وانعدام للأمن في مدن رئيسية ببريطانيا.
وأكدت المحللة السياسية في لندن ، نيفين مندور، أن هناك حالة من انعدام الأمن وانتشار الفوضى بشكل كبير وسط تقصير أمني ملحوظ يتصاعد بشكل واضح، كان متواجدا قبل الانتخابات الأخيرة، وكان هناك ترقب بأن يكون هناك تعامل أمني قوي، ولكن لا يوجد أي تحرك ملحوظ.
وأشارت "مندور"، إلى أن هناك انعكاسات اقتصادية لها علاقات مباشرة مع تكرار حالات اعتداءات وعنف ، والتي يكون غالبها بسبب السرقة في الكثير من التجمعات الرئيسية والتجارية، بمعنى أن الأمر لا يحدث في الخفاء أو الليل فقط، مما يظهر تصاعد الإخفاق الأمني مع هذه الظاهرة التي تتعمق وتأخذ مكانها بشكل قوي.
من جهته، بين الباحث السياسي ، سعد الحامد، أن كل ما يظهر في الأزمة التي تضرب بريطانيا في هذا الإطار، تأتي مع عدة مجريات وتأثيرات ما بين تعاقب الحكومات والمشاكل الاقتصادية ما بين تصاعد نسب البطالة والتضخم، وإفرازات الحرب الروسية، مع ارتفاع حد الفقر في بريطانيا، وبطبيعة الحال يكون لذلك التأثير الأكبر على الحالة الأمنية.
ويستكمل "الحامد" أن الوضع الاقتصادي عمل على تهيئة عدم الاستقرار، لدرجة اعتبار العديد من السياح بريطانيا، بلدا غير آمن، مع ارتفاع مستوى الفقر، في ظل انخفاض الأجور.
وتابع: "تزامنت أيضا عوامل أخرى لها تأثير اقتصادي خلال سنوات سابقة منها أزمة كورونا ، الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الحرب الروسية الاوكرانية ، وانعكاسات أيضا لحرب غزة، كل هذه أمور تلقي بظلالها على المجتمع البريطاني وؤثر بشكل أو بآخر على كافة الأوضاع".
وقال الباحث الاقتصادي المقيم في توتنهام، الطيب عبد الراضي، إن هناك تقصيرا أمنيا من جانب أجهزة الشرطة البريطانية في ظل تعدد بلاغات عنف واعتداءات ليست مقتصرة على مناطق أو مدن بعينها وسط انتقادات من جانب البريطانيين وأيضا من السياح الذين يحضرون في زيارات بغرض السياحة.
وأشار "عبد الراضي" إلى أن هناك أشكالا متعددة من أحداث عنف في محيط بعض المتاجر الشهيرة والأسواق الكبرى، التي يتواجد فيها زوار ومتسوقون، ويستهدفون من يترددون على متاجر تبيع بضائع ثمينة، حيث يكونون صيدا ثمينا للمجرمين.
ولفت إلى أن هناك بعض الوقائع تتعلق باستخدام بعض اللصوص العنف لا سيما في لندن، فإذا حاول الشخص المستهدف مقاومة اللص فسيعرض حياته للخطر.
من جانبها، رأت باحثة مصرية تقوم بإعداد رسالة ماجستير في لندن، أن انتشار الفوضى وانعدام الأمن يخيمان على المدن البريطانية، لعدم وجود الرادع الأمني.
وتوضح الباحثة التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن انتشار ظواهر العنف و السرقات لا يكون في التجمعات التجارية الشهيرة فقط، بل الأمر منتشر في مناطق سكنية عادية، الأمر الذي جعل الكثيرين من المواطنين والمقيمين يتوخون الحذر في تحركاتهم.