أنا أردني..

{title}
أخبار الأردن -

   حسين الرواشدة 

 66% من الطلبة ( حسب استطلاع أُجري بإحدى جامعاتنا الرسمية) أفادوا انهم لا ينتمون لأي اتجاه فكري أو سياسي ،فيما أفاد الباقون أنهم يتوزعون كالتالي : 12% لهم توجهات قومية وعربية , و 11% توجهاتهم دينية , فيما أفاد 7% منهم فقط أنهم “ وطنيون “ اردنيون .

لاحظ أن عدم انتماء ثلثي طلبتنا المستطلعة آراؤهم لأي اتجاه سياسي يعني أن السياسة في بلادنا “ ماتت “ أو أوشكت على الموت ، لأنها لو كانت تتمتع بالحياة والعافية لجذبت هؤلاء الشباب إلى ممارستها والانخراط فيها , كما يعني أن “ الفكر “ في بلادنا أصبح “ مجدبا” ومتصحرا , ولا يمثل لشبابنا أية قيمة ،لأن القائمين عليه انتزعوا منه مصداقيته وثقة الجمهور به وبهم .

الأهم من ذلك أن ثلث الطلبة توزعت انتماءاتهم على ثلاثة اتجاهات , أقلها نسبة “ الاتجاه “ الوطني الاردني ، أليست هذه النتيجة صادمة بما يكفي لاستفزاز لواقطنا الوطنية واثارة مشاعر الخيبة والحزن داخلنا , كيف يمكن أن نفهم حقيقة أن الأردنيين ، وخاصة الشباب منهم، لا يشعرون “ بالإنتماء” لبلدهم , بل إنهم يقدمون الإنتماء لقوميتهم وعروبتهم على الإنتماء للوطن الذي يعيشون فيه , وربما يخجل بعضهم أن يقول بصراحة : أنا أردني ؟

ألم نسال أنفسنا لماذا حدث ذلك , ولماذا أصبحت “ الهوية“ الاردنية غائبة عن شبابنا وملتبسة في وعيهم , ولا تشكل عاملا مشتركا بينهم , فيما ندرك تماما أن غيرنا من الشعوب تعتز، أول ما تعتز ، “ بهويتها “ الوطنية , وتتمايز بها قبل غيرها من الأطر والهويات الأخرى ، لماذا سكتنا عن ذلك طيلة العقود الماضية، وربما ما نزال ؟!

 

 

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير