المضادات الحيوية تزيد خطر إصابة الأطفال بالربو
أظهرت أبحاث جديدة من جامعة موناش الأسترالية أن التعرض المبكر للمضادات الحيوية يمكن أن يزيد القابلية للإصابة بالربو. وقد عزل فريق البحث جزيئًا تنتجه بكتيريا الأمعاء يمكن أن يكون في المستقبل علاجًا بسيطًا على شكل مكمل غذائي للأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالربو لمنعهم من تطوير المرض.
قاد البحث البروفيسور بن مارسيلاند، أستاذ علم المناعة بجامعة موناش، ونُشرت النتائج في مجلة "إميونتي" في 15 يوليو/تموز الحالي. واكتشف فريق البحث جزيئًا يسمى "إيه بي أي" الذي يُعتبر بالغ الأهمية للحماية طويلة الأمد ضد الربو، وهو مرض يؤثر على أكثر من 260 مليون شخص عالميًا ويتسبب بنحو 455 ألف حالة وفاة سنويًا.
وفقًا للبروفيسور مارسيلاند، فإن اكتشاف الجزيء المنتج من قبل بكتيريا الأمعاء السليمة يوضح سبب زيادة الإصابة بالربو لدى مستخدمي المضادات الحيوية بشكل متكرر. وقال مارسيلاند لموقع يوريك أليرت: "نعلم أن الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية في مرحلة مبكرة من الحياة يعطل ميكروبات الأمعاء الصحية ويزيد من خطر الإصابة بالحساسية والربو. اكتشفنا أن أحد نتائج علاج المضادات الحيوية هو نقص البكتيريا التي تنتج جزيء إيه بي أي، وبالتالي تقليل جزيء رئيسي يمكنه منع الربو".
وأكد مارسيلاند أن السنوات الأولى من الحياة مهمة في تطوير ميكروبات مستقرة للأمعاء، موضحًا أن هذا التطور يتشكل أولاً بواسطة تناول الطعام سواء كان الحليب أو الأطعمة الصلبة، وكذلك الوراثة والبيئة. وأشار إلى أن الرضع المعرضين لخطر مرتفع للحساسية والربو يعانون من تأخر واضطراب في نضوج ميكروبات الأمعاء.
وأضاف أنه يمكن لاستخدام المضادات الحيوية في السنة الأولى من الحياة أن يكون له تأثير غير مقصود يتمثل في تقليل البكتيريا التي تعزز الصحة. وأوضح البحث أن المضادات الحيوية تؤدي إلى انخفاض كمية جزيء إيه بي أي، الذي يعد حاسمًا في الحياة المبكرة مع نضوج خلايا الرئة، مما يجعله مرشحًا للوقاية المبكرة من التهابات مجرى الهواء التحسسية.
وأوضح فريق البحث الذي عمل على الفئران المعرضة للإصابة بالربو أنه عند إعطاء المضادات الحيوية في الطفولة المبكرة، كانت الفئران أكثر عرضة للالتهاب التحسسي في مجرى الهواء الناجم عن عثة الغبار المنزلي، واستمر هذا حتى البلوغ. وتبين أن هذه الحساسية استمرت على المدى الطويل حتى بعد عودة ميكروبات الأمعاء ومستويات إيه بي أي إلى وضعها الطبيعي، مما يُبرز أن وظيفة هذا الجزيء كانت مهمة بشكل خاص في الحياة المبكرة.
وعندما زُودت هذه الفئران بنظام غذائي مدعم بجزيء إيه بي أي في الحياة المبكرة، وجد الباحثون أن الفئران كانت معافاة فعليًا من تطوير الالتهاب التحسسي في مجرى الهواء الناجم عن عثة الغبار المنزلي أو الربو في مرحلة البلوغ.