الاخبار العاجلة
الي بطلع من ثوبه ببرد!

الي بطلع من ثوبه ببرد!

وضاح أبو البصل 

وبعمري ما فكرت أطلع من هذا الثوب أو أبدله، ومتمسك فيه لآخر لحظة بحياتي. 

الناس للحظة بتكون متأثرة بالعواطف الجماعية، والجماهير "الشعوب والمجتمعات" دائما بتكون تصرفاتها وميولها الجماعي مختلفة تماما عن لما تكون لوحدها، بمعني الجماهير في الملعب لو كانت بالبيت لوحدها قد لا تتصرف ذات التصرفات الي بتتصرفها بالملعب، لأنه المسؤولية الفردية بتقل وبتتقسم على عدد كبير. 

ولو كانوا جماعة بمكان معين وصار شغب مسؤولية الفرد أقل بكثير لو كانوا اثنين أو ثلاثة أو حتى لوحده، لهيك بكون أكثر شجاعة ويتبع الجماعة بطريقة غير واعية ولو جزئيا.

هذا الحكي بحكيه عشان أبرر بعض التصرفات الي حكى معي بخصوصها اصدقاء عزيزين علي جدا وكل أصدقائي أعزاء وواجبي أوضح بعض النقاط.

أولا أنا مسلم ومن عائلة محافظة ورجال دين أفنوا عمرهم لخدمة دين الله وطلب العلم، فلا يمكن أسيء بيوم من الأيام لرجال الدين أو للدين لا سمح الله، وبالعكس مدافع شرس عن الدين وثوابته وما في مجال للنقاش بهذا الموضوع، ولكن توجيه انتقاد لحركة سياسية تحمل اسم اسلامي بخصوص تصرف سياسي معين بعيد عن الدين لا يمكن تفسيره على معاداة الدين! وهو نقاش وسجال سياسي بحت بناءً على معطيات في أرض الواقع وأكيد مش قصدي الإساءة "وإن عدتم عدنا".

ثانيا أنا عروبي وفلسطين قضيتي زي ما هي قضية كل شرفاء الأمة وقلبي بتقطع مليون قطعة بس أشوف المناظر الي بتيجي من غزة، فلا يمكن أن أكون بدون قلب أو رحمة وهاي المناظر ما تقطع قلبي من جوا وتخليني ما أعرف أنام. 

لكن للأسف البعض يخلط الأمور بسبب أفكار تم زرعها بشكل جماعي وصار تصرف لا واعي من قبل المجتمع، وهو أنه الي بخدم قرايبة فاسد مش انه أصيل وفيه الخير لأهله، والي بدافع عن عشيرته أو مدينته هو عنصري! فأنت لازم تسيء لعائلتك أو مدينتك أو بلدك عشان ما تكون عنصري، لازم ما تدافع عن بلدك ولما تشوف أنه في خطر وتحرك مش طبيعي تدافع عنها انت بتصير خائن وضد فلسطين وعنصري مقيت!

 ليش يكون حب الأردن مرادفه كره فلسطين!، ليش بدي أكره فلسطين بلد أمي الي ربتني على حبها وزعتها فيي من وانا صغير وكملتها المدرسة والمجتمع والمناهج وكل اشي أردني بحب فلسطين بلد أمي وخوالي. 

اذا أنا بخاف على بلدي من إيران أو إسرائـيل وبشوف اليوم أنه في أذرع قاعدة بتتحرك وبتستهدف بلدي فخوفي مشروع وأي شخص يتعاطف مع هذا المخطط حتى لو من غير قصد حقي أهاجمه وأدافع عن بلدي، خوفي هذا مش كره لفلسطين بالعكس حب لبلدي وحماية لفلسطين كمان. 

في أمور ثانية مثل أنه إذا انتقدت تصرف شيخ حكى اشي اله أبعاد في المجتمع بتأثر على صورة الدين كاملة حتى لو معه دكتوراه بالشريعة بتصير معادي لخدام العلم الشرعي وكأنك شككت في صحيح البخاري، أو العكس لو انتقدت تصرف خارج عن تعاليم دينا الاسلامي بتصير متشدد ورجعي ...

احنا اليوم بزمن كله فتن وظروف صعبة لازم نكون ايد وحدة وأكيد نحترم توجهات وأفكار بعض، ربنا خلق لكل شخص عقل مستقل ورأي مستقل وشخصية مستقلة، مش لازم أكون شيخ عشان انتقد اشي خارج عن الدين ولا لازم أكون معادي للإسلام اذا انتقدت تشدد ولا أكون سحيج إذا دافعت عن بلدي ولا عنصري وفاسد إذا فدت صاحبي أو قرابتي. 

الخلاصة أنه أنا مدرك للسلوك الجماعي للمجتمع وبقدره، ولكن وعيي ودراستي بعكسها باني بفكر بشكل منفرد، لأنه الي بشارك بمهرجان مصارعة الثيران وبموت لو فكر لحاله كان أدرك خطورة هاي المشاركة وما شارك. 

الله يحمي هالبلد وكل بلاد المسلمين وينصر اخواننا في غزة وينزل عليهم الرحمات والسكينة ويفرج كربهم وكل بلاد المسلمين.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).