مشعل: السيناريو الاقرب هو تفكك الكيان.. وتحرير الاوطان له أثمان
في ندوة علمية نظّمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان "معركة طوفان الأقصى وانعكاساتها على ترتيب البيت الفلسطيني"، استعرض رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، أبرز التغييرات والتحولات التي أحدثتها المعركة.
بدأ مشعل بالإشارة إلى أن معركة طوفان الأقصى غيرت كل عناصر المشهد التي كانت في حالة سكون. قبل السابع من أكتوبر، كان العدو يعمل على تطبيق أجندته الصهيونية في الضفة الغربية والقدس، وخنق غزة وتحويلها لسجن كبير. إلا أن هذه المعركة بعثرت العناصر المتعلقة بالقضية والصراع، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية. كما أحدثت صدمة إيجابية لدى الناس، حيث أصبح هناك شعور بأن "إسرائيل" يمكن هزيمتها.
وتحدث مشعل عن السيناريو الأقرب للتحقق وهو انهيار الكيان الصهيوني وتفككه، وفقدانه لقيمته الاستراتيجية كأداة استعمارية، مشيرًا إلى أن حرب سيف القدس عام 2021 ومعركة طوفان الأقصى أعطتا مؤشرات على إمكانية هزيمة هذا العدو
أكد مشعل أن الطوفان حقق تحولات هائلة، وأعاد القضية الفلسطينية إلى رأس الأجندة الدولية، وأصبح موضوعًا انتخابيًا في العديد من الدول الغربية. كما أحدث زلزالًا سياسيًا وعمق الخلافات الداخلية في "إسرائيل"، إضافة إلى الآثار الاقتصادية الكبيرة.
أوضح مشعل أن الطوفان انعكس إيجابيًا على الروح الشعبية في الداخل والخارج فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا. لكنه شدد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة بناء المؤسسات السياسية الفلسطينية، معتبرًا أن هذا استحقاق لا يمكن الهروب منه.
أكد مشعل على أهمية المقاومة كخيار وحيد لتحقيق الأهداف الوطنية، مشيرًا إلى أن المقاومة هي التي تخلق الفرص والآفاق السياسية. وأوضح أن أثمان المقاومة كبيرة، لكن أثمان المفاوضات والرهان على التسوية أثبتت فشلها.
دعا مشعل إلى الاتفاق على مضمون المشروع الوطني الفلسطيني ومفاهيمه وعناوينه المركزية، والاستراتيجية المتبعة لتحقيقه، مشيرًا إلى ضرورة الشراكة وعدم احتكار القرار الفلسطيني.
تحدث مشعل عن الحاجة إلى بناء قيادة فلسطينية قوية ومؤسسات سياسية، مشيرًا إلى أن الانتخابات والتوافق والشراكة هي الآليات الأساسية لتحقيق ذلك. ودعا إلى تشكيل حكومة توافق وطني تعمل على إعادة إعمار غزة وإيواء السكان المتضررين.
أكد مشعل أن التحديات التي تواجه القدس والضفة الغربية يجب أن تشغل القيادة الفلسطينية، مشددًا على أن ترتيب البيت الفلسطيني هو مسؤولية الجميع. وأوضح أن حماس لا تسعى لإقصاء أحد، بل تتطلع إلى شراكة وطنية شاملة.
اختتم مشعل حديثه بتأكيده على أن معركة طوفان الأقصى غيرت الكثير من الحقائق ومن عناصر المشهد الإقليمي والدولي، ولا يجب أن يغيب تأثيرها عن ترتيب البيت الفلسطيني. وأكد أن ترتيب البيت الفلسطيني هو أمر لا يمكن تجاهله وسيُفرض بالأمر الواقع.