يورو 2024.. حسرة هولندية بسبب إنجلترا

لا شيء أكثر تقلبًا في العالم من أحوال كرة القدم والفرق والأندية والمنتخبات واللاعبين، الليلة أحدهم في القمة وفي اليوم التالي من الممكن أن تجده في القاع.

اليوم يملك ذلك الفريق نجومًا من ضمن الأفضل في العالم، والبارحة لم يكن موجودًا على خريطة الكرة العالمية حتى.

هذا بالتحديد هو الحال بين المنتخب الإنجليزي ونظيره الهولندي، في ظل كثرة المواهب والنجوم لدى الأول وندرتها لدى الثاني.

أجيال هولندا الذهبية

يومًا ما كان المنتخب الهولندي يملك نجمًا في كل فريق كبير في أوروبا، مثل يوهان كرويف في أياكس وبرشلونة، وجوني ريب في فالنسيا ورود كرول بين أياكس ونابولي، كل هؤلاء تحت قيادة عبقري مثل رينوس ميتشيلز.

وجيل آخر بقيادة فان دير سار ووإدغر ديفيدز في يوفنتوس وفرانك دي بور ومارك أوفرمارس وباتريك كلويفرت في برشلونة، وياب ستام في مانشستر يونايتد وكلارنس سيدورف مع إنتر بالإضافة إلى أسماء أخرى كبرى مثل فان بوميل ورونالد دي بور في أياكس، ودينيس بيركامب في آرسنال وروي مكاي في ديبورتيفو لاكرونا.

كل تلك الأسماء وأكثر شكلت جيلين ذهبيين للمنتخب الهولندي، صحيح أنه لم يكتسح العالم أو أوروبا في الحصول على الألقاب، لكنه خطف قلوب كل متابعي كرة القدم حول العالم.

فريق حالي متواضع

ليس علينا أن نبذل الكثير من المجهود حتى نوضح كم أن المنتخب الهولندي الحالي متواضع ومحبط ولا يرتقي إلى طموحات جماهير بلاده.

فقط تذكروا أن نجم ذلك الفريق هو ممفيس ديباي وأن لاعب الوسط الذي تتطلع الجماهير لمشاهدته هو مجرد مراهق يدعى تشافي سيمونز يلفظه باريس سان جيرمان باستمرار ويخرجه في فترات إعارة متتالية.

وعلى الرغم من وجود أسماء مثل فيرجيل فان دايك وفاوت فيرخورست إلا أنهما لا يمران بأفضل أحوالهما مع فرقهما.

وحتى هؤلاء أمثال جيريمي فريمبونغ وناثان آكي هما مجرد تروس في ماكينات فرقهما وتألقهما مشروط بمنظومة باير ليفركوزن ومانشستر سيتي.

الفريق الحالي لمنتخب هولندا متواضع حقًا على الرغم من وصوله لربع نهائي كأس العالم الأخير، وربما لن يجد التعاطف المعتاد معه من جماهير كرة القدم العالمية في يورو 2024.

إنجلترا تحل محل الطواحين

بنظرة سريعة على فريق منتخب إنجلترا وقائمته سنجد العكس تمامًا، جود بيلينغهام النجم الأول لريال مدريد والمساهم الأكبر في موسمهم الرائع.

هاري كين هداف الدوري الألماني بأرقام قياسية مذهلة، وبوكايو ساكا نجم آرسنال الذي قاد فريقه للمنافسة على اللقب حتى اللحظات الأخيرة وبجواره ديكلان رايس.

وفيل فودين نجم مانشستر سيتي صاحب لقب الدوري الإنجليزي ومعه بالطبع كايل ووكر وجون ستونز.

القائمة تطول وتضم أسماء مثل آدم وارتون وأولي واتكينز وجاراد برانثويت وجوردان بيكفورد والكثير من النجوم الذين نخشى نسيان أحدهم، وكل لاعب منهم نجم في فريقه ومؤثر بشكل كبير معه.

الخلاصة

قبل سنوات ليست ببعيدة كان الجميع ينتظر مباريات المنتخب الهولندي حتى يشاهد نجومه الكبار الذين يمتعون الأبصار بكل ما هو جديد ومميز في كرة القدم.

الآن وفي يورو 2024 الجميع ينتظر مباريات الفريق لكن لأهداف أخرى، حتى يروا ربما ماذا ستفعل تلك المجموعة من محدودي المواهب أمام فرق أوروبا الكبرى.

ربما تنظر جماهير هولندا الآن لنظيرتها جماهير إنجلترا بنظرة من الحسرة، مقابل نظرة مليئة بالشفقة من الإنجليز للهولنديين في ظل ما تمر به الطواحين من ظروف قاسية.