سياسيون وبرلمانيون: مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة مواصلة للجهود المكثفة التي يقودها الملك
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من تشرين الاول الماضي 2023م لم يألوا الأردن جهداً في دعم الشعب الفلسطيني وإغاثته وتخفيف الآمه، بتقديم كل عون ممكن إلى قطاع غزة سواء من خلال إنشاء المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية أو الموجود في القطاع منذ العام 2009 ، إضافة إلى عمليات الإنزال الجوي التي بادر بها الأردن وقادها جلاله الملك عبد الله الثاني بنفسه.
وتستمر جهود الأردن الحثيثة على كافة الصعد سياسيا ودبلوماسيا وبرلمانيا لمواجهة التحدي الأكبر في المنطقة العربية، وهو استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، والسعي لحشد أكبر جهد ممكن لإيصال المساعدات الإنسانية الكافية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني يواجهون المجاعة حسب تقديرات منظمات أممية وغيرها، وما تزال إسرائيل تمنع دخول المساعدات للقطاع، وهو ما ترجمته دعوة الأردن لاستضافة المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية في غزة في 11 حزيران الحالي بالشراكة مع جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة.
وأكد سياسيون و دبلوماسيون، أن هذا المؤتمر سيشكل ضغطا على الاحتلال لفتح المعابر لإدخال المساعدات لإغاثة الشعب الفلسطيني جراء حرب التجويع الإسرائيلية، مثنيين على الجهود الأردنية الحثيثة التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني لوقف الحرب على غزة، ومعربين عن تفاؤلهم بنتائج المؤتمر الذي يرون من الأن أنها "ناجحة" .
من جانبه أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي السابق دوارتي باتشيكو، خلال حديثه لـ "وكالة الأنباء الأردنية(بترا)"، على الدور الرائد الذي يقوم به الأردن في دعم قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لما يمتلكه من دبلوماسية رائدة وحنكة سياسية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني .
وأشار "باتشيكو، إلى أن استضافة الأردن للمؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة هو مواصلة للجهود المكثفة التي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ الحرب على غزة، معرباً عن امله أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج إيجابية ناجحة لإغاثة الشعب الفلسطيني الذي هو بحاجة إلى إدخال المساعدات اليوم قبل غد.
وأكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي السابق، على أن التنسيق الأردني المصري بشأن القضية الفلسطينية هو مستمر ويتمتع هذا التنسيق بثقل في ضوء الخبرة والحنكة لقيادتي البلدين وحرصهما على أن تنعم المنطقة بأمن وسلام .
وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي رئيس اتحاد المستثمرين العرب مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأردن يقوم بدور عظيم بشكل يومي بل على مدار الساعة لم يألو جهداً في دعم الشعب الفلسطيني من منطلق أن القضية تحظى بأولوية كبيرة لدى السياسة الأردنية وفي ضوء الوصاية الهاشمية على المقدسات، وكلها مسؤوليات يحملها الأردن وواجب العالم أجمع أن يدعم هذه الجهود ويقدم كل الدعم اللازم لها.
وأكد بيومي في حديثة لـ "وكالة الأنباء الأردنية"، أن مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة الذي يستضيفه الأردن سيشكل قوة ضغط قانونية وسياسية على إسرائيل لفتح المعابر لإغاثة الشعب الفلسطيني في ظل حرب التجويع التي يمارسها كيان الاحتلال .
ومن جهته، قال أيمن الرقب محلل سياسي، أن تنسيق الجهود الأردنية المصرية بجانب الأمم المتحدة من خلال المؤتمر الدولي للاستجابة الطارئة سيعطيه قوة لاسيما أن عمان والقاهرة يرتبطان بقوة من حيث الواقع الجغرافي مع فلسطين، مثمناً الدعم الإنساني والإغاثي من الأردن من خلال عمليات الإنزال الجوي والتي تبرهن على أيدي الأردن الممدوة بالعطاء وكونها سند وداعم مستمر للشعب الفلسطيني.
واشار "الرقب"، في حديثه لـ (بترا)، أن المؤتمر سيبحث آلية ادخال المساعدات لقطاع غزة بعد أن قام الاحتلال الإسرائيلي بالسطرة على معبر رفح ، كما سيناقش المؤتمر التقديرات حول كمية المساعدات التي تحتاجها غزة والتي تقدر من 800 إلى 1000 شاحنة يومياً وآلية ادخالها .
من جهته، أكد المهندس رائد الصعوب، الرئيس السابق للاتحاد العربي للأسمدة، أن المؤتمر يأتي ترجمةً عمليةً واستمراراً للجهد الأردني المصري تجاه القضية الفلسطينية، وتحديداً قطاع غزة منذ اندلاع الحرب عليها، ويتواكب أيضاً مع المساعي السياسية والدبلوماسية للبلدين للدفع باتجاه وقف الحرب.
وقال، في تصريحاتٍ لوكالة الأنباء الأردنية، أن على المجتمع الدولي أن يقدّر عالياً هذا الدور الذي يقوم به الأردن، والجهد الإنساني والإغاثي الذي يقدمه تجاه الشعب الفلسطيني، لا سيما وأن المملكة، بما تقوم به في مجال المساعدات للأشقاء في فلسطين، تعتبر بوابةً حيويةً ولوجستية لإغاثة غزّة، لافتاً في هذا السياق للجسر البري الذي ينفذه الأردن عبر قوافل المساعدات من خلال المعابر الحدودية، والإنزالات الجوية للمساعدات والتي مثّلت سابقةً غير معهودة في المجال الإغاثي دولياً.
وأشار إلى أن تنظيم واستضافة الأردن للمؤتمر الإغاثي لغزّة سيوفّر مناسبةً دوليةً تسمح بتأطير الجهد الإنساني والإغاثي في تقديم المساعدات، لا سيما وأن الأمم المتحدة شريك أساسي في هذه الفعالية الدولية، وأن المشاركة المأمولة فيها تعكس مستوى الثقة بدور الأردن ونهج قيادته ودوره الوسيط.
ولفت المهندس الصعوب إلى أن الأردن وعبر الماكينة الدبلوماسية والحراك السياسي النشط منذ اندلاع الحرب في غزة، كان أول دولة ترسل طائرة مساعدات للأشقاء في غزّة حطت في مطار العريش، وأن الرسائل التي يتحدث بها جلالة الملك عبدالله الثاني ومختلف المسؤولين الأردنيين كانت تخاطب إلى جانب العقل، أيضاً الوجدان البشري، وتحذّر من كارثةٍ إنسانية ستقع في غزّة تستوجب تحركاً دولياً، يأتي عقد المؤتمر اليوم في الأردن ترجمةً لهذه الرؤية وتفاعلاً حقيقياً وعملياً مع الأزمة الصحية والإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون في القطاع