تأثيرات أزمة الغذاء في منطقة شرق المتوسط، وتحليل التقرير العالمي حول أزمات الغذاء

{title}
أخبار الأردن -

صدر التقرير العالمي حول أزمات الغذاء (GRFC) يوم الثاني والعشرين من شهر نيسان/أبريل 2024، مسلطا الضوء على واقع مرير، حيث أثرت أزمة الغذاء العالمية على ملايين الأشخاص خلال عام 2023، إذ شهد 281.6 مليون شخص، أي ما يقدر بنسبة 21.5% من السكان المشمولين بالدراسة، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 59 بلدا ومنطقة. يبرز التقرير العوامل المعقدة والمتشابكة لانعدام الأمن الغذائي، والتي تزداد تعقيدا بمرور الوقت بسبب نقاط الضعف الهيكيلة، مما يزيد من صعوبة الاستجابة للصدمات والتعافي منها.

وبحسب هذا التقرير فإن الدوافع الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في غالبية الأزمات الغذائية العشر الكبرى هي الصراعات، والظواهر الجوية الشديدة، والصدمات الاقتصادية، مما يؤثر على 135 مليون فرد، و72 مليون فرد، و75 مليون فرد على الترتيب. هذه النتائج ذات أهمية خاصة لـدى امفنت، حيث أن ستة من أصل عشرة بلدان تواجه مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد تقع ضمن النطاق الجغرافي لعمل المنظمة في منطقة شرق المتوسط، وهم أفغانستان وبنغلاديش وباكستان والصومال والسودان وسوريا.

يكرس التقرير جزءا كبيرا للتركيز على قطاع غزة والسودان، حيث يسلط الضوء على الأزمات الغذائية الشديدة التي تعيشها هاتان المنطقتان. في أواخر عام 2023، واجه قطاع غزة واحدة من أشد الأزمات الغذائية حسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)  وتاريخ التقرير العالمي حول أزمات الغذاء (GRFC)، مع تعرض السكان بأكملهم لمستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وقد أدى الدمار الناجم عن الأعمال العدائية والحصار والتهجير الجماعي وتدمير البنية التحتية الأساسية وتقييد وصول الخدمات الإنسانية إلى تعريض أكثر من 1.1 مليون فرد لانعدام الأمن الغذائي الحاد.

في السودان، أثر الصراع المسلح المستمر بشكل كبير على قطاع الزراعة، وأصبح البلد يعاني الآن من أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث نزح نحو 7.7 مليون فرد حتى نهاية عام 2023. تهدد مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد بشكل مقلق حياة الأطفال والنساء، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات انعدام الأمن الغذائي الحاد على مستوى العالم بين الأطفال دون سن الخامسة في البلاد. كما أشار التقرير العالمي حول أزمات الغذاء (GRFC) إلى أن خمس بلدان كانت معرضة لمواجهة كارثة غذائية في عام 2023 (المرحلة الخامسة والأشد من مراحل انعدام الأمن الغذائي حسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي). وفي فلسطين وحدها، كان من المتوقع أن يواجه 576,600 فردا ظروفا قاسية مثل هذه.

تفاقمت حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد بين الأطفال والنساء في البلدان التي تعاني من أزمات غذائية خلال عام 2023، خاصة بين السكان النازحين والمتضررين من النزاعات. كما تقدر التقارير أن 36.4 مليون طفل كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 9.8 مليون طفل يعانون من حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديدة و 26.6 مليون طفل يعانون من حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد المعتدلة. وحدد التقرير عشرة أزمات غذائية تضم أعلى عدد من الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال عام 2023، بما في ذلك أفغانستان (3.2 مليون فرد) والسودان (3 مليون) وباكستان (2.1 مليون) والصومال (1.8 مليون). وعالميا، كان هناك 90.2 مليون فرد نازح في عام 2023، بمن فيهم 26 مليون لاجئ وطالب لجوء عبر 56 بلدا و 64.3 مليون شخص نازح داخليا عبر 38 بلدا.

نؤمن في امفنت أن الشراكات والجهود التعاونية أمر حاسم لتعبئة الموارد، وتنسيق تقديم المساعدات، وتطوير حلول مستدامة. نحن نبحث بشكل مستمر عن وسائل أكثر نجاعة لدعم المتضررين جراء هذه الأزمات، ونشجع جميع الأطراف المعنية على العمل معا لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وختاما، يعتبر التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية تذكيرا ملحا بالتحديات التي نواجهها. إلا أننا ومن خلال العمل المتكاتف والتفاني في خدمة الصحة العامة، يمكننا التخفيف من التأثيرات وبناء مستقبل يتاح فيه للجميع الوصول إلى غذاء متوازن ومتكامل.

هذا البيان صادر عن قسم الإعلام والتواصل والتشبيك في الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية - امفنت.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير