السعودية تحبس أنفاسها.. فيروس "ميرس" يسبب وفيات أعلى بكثير

{title}
أخبار الأردن -

بعد ظهور ثلاث حالات مؤكدة بالعدوى لدى أشخاص لم يحتكوا مباشرة بالإبل، المصدر الرئيسي المعروف لفيروس "ميرس" في السعودية، تسابق الوكالات الصحية الزمن لتحديد أصول تفشي المرض.

يُطلق على الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وهو ينتمي لنفس عائلة فيروسات كورونا، ولكن يُسجل معدل وفيات أعلى بكثير، حيث توفي 35 شخصًا من الحالات المؤكدة حتى الآن.

الفيروس ينتقل من الإبل، حيث وجُدَّت معظم حالات التفشي السابقة للأشخاص الذين يعملون في اتصال وثيق بالإبل أو بحليبها الخام. لكن لم تتمكن السلطات من ربط تفشي المرض الحالي بالحيوانات، فظهرت الحالات الأخيرة بين أشخاص لم يحتكوا بالإبل.

وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن يتم التغاضي عن الحالات الأقل خطورة وعديمة الأعراض تاريخيًا، مما قد يؤثر على معدل الوفيات الإجمالي. يُحقِّق الخبراء لتحديد مصدر العدوى والتحقيق في الحالات الجديدة.

وأظهرت الحالة الأولى، رجلا يعاني من ظروف صحية مؤقتة، أعراضًا كالسعال والحمى وآلام أخرى قبل وفاته.

وثبتت إصابة رجلين آخرين في نفس المستشفى بالفيروس، مما دفع السلطات لتتبع الاتصال واختبار العديد من الأشخاص.

ويحذر خبراء من أن المستشفيات يمكن أن تكون مصدرًا لنقل العدوى، ويتم استخدام الدروس المستفادة من دراسة حالات الانتقال داخل المستشفيات لتحسين الاستعداد لمكافحة العدوى.

"موجود ويشكل تهديدا"

في عام 2012، تم اكتشاف فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في السعودية، ومنذ ذلك الحين انتشر هذا الفيروس حيواني المصدر إلى 27 دولة أخرى. عالميا، تم الإبلاغ عن 2204 حالة و860 حالة وفاة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، معظمها في السعودية.

في وقت سابق من هذا العام، سُجِّلَت حالة وفاة في الطائف، المدينة الواقعة غرب الرياض. كما سُجِّلَت العديد من سلاسل الانتقال الكبيرة في مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك أكبر تفش خارج الشرق الأوسط في كوريا الجنوبية عام 2015، حيث أكدت البلاد 185 حالة و38 حالة وفاة مع اجتياح فيروس كورونا 24 مستشفى.

بينما لا تزال العلاجات واللقاحات لمتلازمة الشرق الأوسط قيد التطوير السريري، لم يتم تمرير أي منها عبر التجارب السريرية والموافقة عليها من قبل الجهات التنظيمية. وقال الدكتور توم فليتشر، أخصائي الأمراض المعدية في كلية ليفربول للطب الاستوائي، إنه ليس هناك علاجات مضادة للفيروسات أو لقاحات أو اختبارات تشخيصية سريعة مثبتة لمتلازمة الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بالتفشي الحالي، أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الحالات الجديدة لا تغير تقييم المخاطر العام. وقد أشارت شركة "Airfinty" للتحليلات الصحية إلى "تهديد عالٍ" لمدينة الرياض. وأكد البروفيسور بيتر هوربي، مدير معهد علوم الأوبئة بجامعة أكسفورد، أن فيروس كورونا لا يزال يشكل تهديدًا، وأن السعودية لديها خبرة كبيرة في اكتشاف ومكافحة انتقال المرض.

من جانبه، صرح البروفيسور ديفيد هايمان، أستاذ علم الأوبئة للأمراض المعدية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، بأنه لم يكن هناك "تغيير في علم الأوبئة" مع هذه الإصابات، وأشار إلى أنهم يبحثون عن الحالة المرجعية التي يُعتَقَد أن الحالات الجديدة قد أُصِيبت منها.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير