الروابدة: على كافة القطاعات أن تهبّ حتى تعيد الألق إلى المدرسة والعملية التعليمية

{title}
أخبار الأردن -

أكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالرؤوف الروابدة أنه يتحتم على كافة القطاعات أن تهبّ حتى تعيد الألق إلى المدرسة والعملية التعليمية سيما وأنه السبيل الوحيد للوصول إلى مستقبل مشرق لهذا الوطن.

وأشار الروابدة خلال رعايته افتتاح فعاليات مؤتمر كلية العلوم التربوية الخامس عشر "إعداد المعلمين وتطويرهم المهني: إلهام المستقبل" الذي جاء تحت شعار "أيد ماهرة وعقول مبتكرة"، وتنظمه كلية العلوم التربوية بالتعاون مع كرسي الألكسو للدراسات والبحوث التربوية في جامعة اليرموك، إلى أن الحديث عن العملية التربوية يتضمن ثلاثة عناصر وهي: تطور التعليم، ووضع المعلم، ومنهاج التعليم، مشددا على ان الإدارة الحصيفة لهذه العناصر قادرة على أن ترمم أوضاع المدرسة، وأن تعالج التراجع الذي أصاب العلاقة بين الطالب والمعلم والكتاب والمدرسة والامتحان.

وبيّن ان مفهوم التعليم وأهدافه واستراتيجياته وأدواته تعيش اليوم تغيرات ونقلات متسارعة تتضمن النقل من التعليم إلى التعلم، ومن نقل المعلومات إلى بناء الشخصية، ومن اعتماد مصدر واحد إلى تعدد المصادر، حيث غدت هذه النقلات ضرورة ملحة يجب أن يسبقها ويصاحبها معلم مؤهل قادر على إدارة التغيير وتطويره باستمرار ويحب مهنته ويعتز بدوره بها.

وشدد الروابدة على ضرورة توفير مجموعة من الأمور ليتمكن "المعلم المتعلم" من أداء واجباه ببناء المجتمع وبناء الفرد وذلك كتوفير مهنة يقدرها المجتمع والدولة، وأن توفر له هذه المهنة مكانة اجتماعية مرموقة ودخل متميز وعيش كريم، وأن تتيح له الترقي إلى الرتب العليا والقيادية.

وفيما يتعلق بالمناهج الدراسية، أكد الروابدة انها الأداة الأولى والكبرى في نقل فلسفة الدولة وتطلعاتها، وتشكل الجانب الأساسي في نجاح عملية التعلم والتعليم، وقال: إن المعلم المبدع يستطيع أن يخلق نماذج عظيمة من مناهج بسيطة، فيما يمكن للمعلم غير المؤهل أن يقتل قيم أي منهاج.

وأكد أننا بحاجة إلى وقفة متأنية تدعو لإحداث نقلات متسارعة في المنهاج بحيث تنقله من منهاج حقائق ومعلومات إلى مناج مهارات ومعارف ومتعدد المصادر، ومن منهاج سطحي إلى منهاج عميق يتحدث إلى الأطفال ويستمع إليهم ويركز على المهارات المستجدة ومهارات المستقبل.

رئيس الجامعة الدكتور إسلام مساد قال إن تنظيم هذا المؤتمر جاء استجابة وانسجاما مع الرؤى الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني في مجال تطوير قطاع التعليم وفي إطار المساهمة الفاعلة في التنمية الوطنية الشاملة المستدامة، وفي القطاع التربوي على وجه الخصوص، مؤكدا ان الرؤية الاستشرافية لجلالة الملكة رانيا العبدالله واهتمامها بالتعليم وبالمعلمين وتأهيليهم كانت رؤية سابقة لعصرها. 

وأكد مسّاد على أن كلية العلوم التربوية كانت وما زالت تجمع المتعلمين والمعلمين من كافة كليات الجامعة حيث أن المعلم أو الأستاذ الجامعي أي كان تخصصه يتحتم عليه أن يمتلك مهارات تعليمية ومعرفة بأسس التعليم الحديث والتقييم والتقويم والتربية وأن يكون قدوة لطلبته، لافتا إلى أهمية برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين الذي بات جزءا أساسيا في تطوير مستوى التعليم، ورفع مستوى جودته.

وأكد على أن الجامعات قد اضطلعت بدورها فيما يتعلق بتأهيل المعلمين وذلك من خلالها عقدها للمؤتمرات المتخصصة كمؤتمر اليوم الذي يشارك فيه ثلة من العلماء والمتخصصين والباحثين في هذا المجال لمناقشة أوراق علمية وبحثية مبنية على الأدلة والبيانات والحجة للوصول إلى حلول ناجعة لمختلف القضايا التربوية وبتالي تحقيق المستقبل الأفضل للأجيال القادمة.

وأثار مسّاد مجموعة من التساؤلات حول أين أصبح التعليم والمعلم في الأردن؟، وهل التعليم في أحسن حال؟، وهل يوجد برجوازية في التعليم؟، وأين نحن من الذكاء الاصطناعي وإدخال تطبيقاته في العملية التعليمية؟.

عميد كلية العلوم التربوية رئيس المؤتمر الدكتور أحمد الشريفين أشار إلى أن شعار هذا المؤتمر "أيد ماهرة وعقول مبتكرة" جاء ليقدم مجموعة من الرؤى والمقاربات التي تسهم في تطوير استراتيجيات التدريس، والارتقاء بالممارسات التربوية للمعلمين لتواكب المستجدات العلمية والتربوية، والممارسات الفضلى عالميا.

وقال الشريفين إن إعداد المعلمين والتطوير المهني مسألة حيوية لأي نظام تعليمي، مؤكدا أن المعلمين هم عماد أي نظام تعليمي، مؤكدا أن جوهر ضمان الارتقاء بالممارسات التربوية يتطلب تطوير مهارات المعلمين وتعزيز قدراتهم، ومهارات التواصل مع الطلبة وأولياء الأمور، ومهارات العصر الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتفهم الاحتياجات الخاصة للطلبة بحيث تتماشى مع احتياجات سوق العمل والمجتمع محليا وعالميا؛ للوصول إلى تحقيق أهداف التعليم المستدام.

وبين أن إعداد المعلمين وتطويرهم المستمر يتطلب جهودا متواصلة ومنهجية للتأكد من أن المعلمين يمتلكون الأدوات والمهارات اللازمة لتحقيق أهداف التعليم، وتوفير بيئة تعليمية ملهمة وجذابة لإعداد الأيدي الماهرة والعقول المبتكرة.

وأشار الشريفين إلى أن كلية العلوم التربوية قد دأبت على احتضان البرامج التي تعنى بإعداد المعلمين ورفع كفاياتهم للمباحث المختلفة ومن أجل هذه الغاية، جاء هذا المؤتمر العلمي بما يحمله من عناوين مهمة وبما يتضمنه من أوراق عمل وأبحاث قيمة، بوصفه لقاء الريادة والإبداع والابتكار، وما يتضمنه من نقاشات وتحليلات موضوعية رصينة ستسهم في تطوير الموارد البشرية والعملية التعليمية التي تحتل سلم الأولويات، داعيا المشاركين إلى الخروج بتوصيات عملية ورؤى واقعية. 

من جانبه ألقى الدكتور تركي النافعي من سلطنة عمان كلمة باسم المشاركين في المؤتمر قال فيها إن مؤتمر اليوم يجمع ثلة من العلماء في حقول البحث العلمي والتربوي، الذين سخروا طاقاتهم في حقل التربية والتعليم والبحوث العلمية، مدركين من أعماقهم أن العلم هو السبيل الذي تتقدم به الأمم، وهو معيار التطور والتحضر.

وشدد النافعي على ضرورة تلقي المعلم الرعاية والعناية سيما وانه صاحب الفضل في تنشئة الأجيال، وغرس الهمم فيهم، والاهتمام بهم وتوجيههم وتطويرهم وتحفيزهم وتشجيعهم، فالمعلم الركيزة التي يقوم عليها أي نظام تعلمي، وأي فلسفة تربوية.

ولفت إلى أن التقانة الحديثة تحتم علينا أن نجعل المعلم عنصرا فاعلا في هذه النهضة الرقمية المتسارعة، ونوظف كل القدرات المتاحة، ونسخر كل الطاقات المستدامة؛ ليمتلك المعلم المهارات اللازمة للإبداع التعلمي في شتى حقول المعرفة، والرقمية منها على الأخص، كالتطبيقات التي وصل إليها الذكاء الاصطناعي في التعليم.

وقال النافعي إن محاور هذا المؤتمر تركز بمجملها على المعلم؛ باعتباره المرآة التي تعكس الأفكار التي يسعى إليها المؤتمر، بدءا بالبرامج التدريبية والاحتياجات الحالية والمستقبلية، إلى تحقيق الاستدامة المهنية للمعلمين، وتوفير الرفاه المهني والنفسي لهم، والأخذ بالتجارب الناجحة محليا وعالميا التي حققت نتاجا مهنيا معتبرا في إعداد المعلمين، مع مسايرة التحولات الرقيمة في إعدادهم، وانتهاء بدور القيادة والريادة في إعداد المعلمين وتطويرهم المهني.

وفي نهاية حفل افتتاح المؤتمر الذي قدمه شاغل كرسي الألكسو رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور هادي الطوالبة، سلم الروابدة الدروع التكريمية للداعمين للمؤتمر، وللعمداء السابقين لكلية العلوم التربوية.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول عقد أربع جلسات علمية، ترأس الأولى الدكتور عدنان العتوم أستاذ علم النفس في جامعة اليرموك، ونوقش خلالها أوراق علمية حول "الدور الرئيسي للمعلم التربوي في التنمية العالمية" قدمها نائب رئيس منظمة ايركس الدكتور سانتياغو سيداكا، و "الدور المستقبلي للجامعات في حل أزمة التعليم العالمية" قدمها الدكتور كاميرون ميرزا مدير برنامج مشروع التعليم المبكر أساس، و "تجربة أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في دعم المجتمع التربوي في الأردن والمنطقة " قدمها الدكتور أسامة عبيدات الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريس المعلمين، و و"تأثير التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في عملية تأهيل المعلمين" قدمها الدكتور رياض حمزة، رئيس الجامعة الملكية للمرأة في البحرين.

فيما تضمنت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور محمد طوالبة عميد كلية التربية (الإقليمي) في الجامعة العربية المفتوحة، مناقشة أوراق بحثية حول "جهود وزارة التربية والتعليم في تطوير برنامج التنمية المهنية للمعلمين" قدمها الدكتور محمد المومني، مدير إدارة الاشراف والتدريب التربوي في وزارة التربية والتعليم، و"برنامج تأهيل المعلمين ما قبل الخدمة المدعوم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، قدمتها الدكتورة هالة زبانة مدير برنامج إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، و"رحلة التغيير: (برنامج إجادة) التنمية المهنية للمعلمين بمنظور تكاملي" قدمها الدكتور قيس المومني مؤسسة إنقاذ الطفل، و "واقع الرفاه المهني لدى المعلمين في الأردن" قدمها الدكتور أحمد شريفين عميد كلية العلوم التربوية.

كما تضمنت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور يوسف سوالمة، مناقشة موضوعات "أنموذج مقترح لبرنامج تطوير الأداء المهنيّ للمعلّمين أثناء الخدمة في ضوء الاتّجاهات الحديثة" للدكتورة اسماء أبو شقورة، و"تدريس الرياضيات بالفصول الافتراضية: التحديات والحلول من وجهة نظر المدرسين (Online)" للدكتور خالد الخطيب، و"تقييم برنامج الدبلوم العالي لإعداد المعلمين في إكساب المعرفة التكنولوجية والبيداغوجية والمحتوى TPACK من وجهة نظر معلمي العلوم قبل الخدمة في جامعة اليرموك" للدكتورة رانيا الرفاعي الدكتور عبد الله خطايبة الدكتورة ابتسام ربابعة، و"فاعلَّية برنامج تدريبي مقترح قائم على نظرية معالجة المعلومات في تنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى معلمات العلوم بالمرحلة المتوسطة بإدارة تعليم صبيا (Online)" للدكتورة حنين أنور عبد الغفور صديق.

فيما تضمنت الجلسة الأخيرة التي ترأسها الدكتور وصفي هزايمة مناقشة موضوعات "برنامج تدريبي مقترح قائم على التفكير السابر لتنميَّة مهارات التميز التدريسي لدى معلمي الكيمياء بالمرحلة الثانويَّة وأثره على مهارات التعلُّم المنظم ذاتيًا لدى طلاب الصف الأول ثانوي (Online)" للدكتور أيمن طاهر محمد خواجي، واستراتيجيات تدريس منهاج اللغة الإنجليزية الفلسطيني بوصفه مخرجات لمشروع تأهيل وتدريب المعلمين الممول من البنك الدولي- الحالة الفلسطينية أُنموذجًا" للدكتور خالد عبد الجليل دويكات، و"دور المرشد المدرسي في تنمية الوعي بالتعلم الرقمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في لواء سحاب" للدكتورة هند البدادوة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير