الاخبار العاجلة
موافقة حماس كانت مفاجأة..!!

موافقة حماس كانت مفاجأة..!!

رحيل غرايبة

أعتقد أن كثيرا من المراقبين  تفاجأوا بموافقة حماس وموقفها الإيجابي .. ومن خلال قراءة المشهد الأخير أصبح موقف (نتن ..) أكثر تعقيدا وحرجا ..
في الأسبوع  المنصرم كان العالم متشائما مما آلت إليه الأمور  لعدة أسباب ..
* على رأس حكومة الإحتلال  شخص مراوغ كذوب ..يتذاكى على أصدقائه وأعدائه .. ويتذاكى على شعبه وعلى شركائه في الحكومة وفي مجلس الحرب.. ويتذاكى على الأمريكان  ويتذاكى على العالم كله  .. لا دين له  ولا ذمة .. وهذا الصنف من البشر لا يجد نفسه إلا  في  افتعال المشاكل والحروب والخصومات والمكائد  ونصب المصائد ..( كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ) .
* لقد ربط رئيس حكومة الإحتلال مصيره السياسي   بالحرب على الصعيد السخصي .. الهدوء وتوقف الحرب يعني سقوط الرجل- اذا صح اطلاق وصف الرجل عليه- ..ولذلك عمد إلى سياسة استمرار الحرب وإفشال كل محاولات العالم للوصول الى اتفاق  في  أي شكل ..
*في الوقت نفسه أراد أن يتذاكى أمام العالم وأمام أهالي الأسرى والمحتجزين  بأنه قدم عرضا سخيا في المفاوضات  ، ولكن  حما.س هي التي  تتحمل مسؤولية إفشال الإتفاق ..وهذا ما أشاعه رجال الإدارة  الأمريكية  مثل  بلنكن  وكيربي وغيرهم ..  وبقي سائرا في مخطط اقتحام رفح ..
* الآن بموافقة  حما.س أصبح  موقف نتن في حرج شديد  وفي وضع لا يحسد عليه   أمام شعبه وأمام أهالي الأسرى وأمام  الأمريكان وأمام العالم كله  من جهة ..وأمام المتدينين المتطرفين  الذين يسيطرون على الحكومة ولديهم القدرة على إسقاطه وإسقاط حكومته من جهة أخرى..!!
* الآن هو أمام  وضع يحتم عليه  اختيار أحد  مسارين :  مسار   إفشال الإتفاق  والتملص منه ؛ من خلال المماطلة ، ومن خلال محاولة وضع شروط إضافية  ، أو رفض بعض بنود الإتفاق ..  وهذا المسار مصحوب بمخطط اجتياح رفح ومواصلة العدوان ..  
 ...وإما مسار  الموافقة على الإتفاق  ووقف إطلاق النار ، والإنسحاب من غزة ، والسماح للنازحين بالعودة الى بيوتهم بدون قيود ،  والسماح بدخول المساعدات بلا إعاقة ، والموافقة عل مبادلة 30 أو 50 أسير فلسطيني مقابل كل أسير واحد  من المحتلين .. 
المسار الأول له كلفة  عالية على الكيان وسوف يزيد من عزلته العالمية ؛ خاصة اذا اقتحم رفح ، وسوف يصادم الرغبة الامريكية الملحة بوقف القتال التي بدأت متاعبها الداخلية بالازدياد خاصة في الجامعات  بالاضافة الى احتمال خسارة الحزب الديموقراطي في الإنتخابات نتيجة المبالغة في تأييد العدوان السافر  باصرار غير مبرر ..
أما الكلفة الأعلى عليه فسوف تكون أمام انقسام المجتمع الاسرائيلي  وأمام أهالي الأسرى .. 
أما المسار الثاني فسوف تكون كلفته عليه شخصيا  من خلال احتمال محاكمته وإسقاطه  وإنهاء مستقبله السياسي الى الأبد  ..  وسوف ينفض عنه المتدينون المتطرفون   الجشعون الذين اختطوا منهج طرد الشعب الفلسطيني وتشريده خارج فلسطين التاريخية والإستعداد للحرب الحاسمة القادمة   وفق نبوءة التوراة  العقائدية .. والأخطر من ذلك سوف يتحمل مسؤولية 7 أكتوبر ومسؤولية فشل تحقيق الأهداف المعلنة ...
 ومن خلال هذه القراءة  يترجح اختيار المسار الأول  حتى يدفع الضرر المؤكد على شخصه  ولو كان ذلك عل حساب  المصلحة العامة  للكيان .. وكلا الخيارين مر ..
أعتقد أن موافقة حما.س كانت حدثا مزلزلا وقلبت  الطاولة على  نتن وفريقه .. والتف الحبل عل عنقه... ولن يسعفه مواصلة  الانتقام  لأن ذلك سوف  يزيد الانقلاب العالمي على الكيان .. وسوف يزيد من حرج حلفائه من الأمريكان  والأوربيين  عالميا ...


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).