بني عامر: هندسة الأحزاب موجودة مثل هندسة الانتخابات
صرح الدكتور عامر بني عامر، المدير العام لمركز الحياة لمراقبة الحياة السياسية “راصد”، أن اهتمام الناخب بالعمل الحزبي يزداد عندما يشعر بأن الأحزاب تلبي مصالحه وتحقق أهدافه. وأوضح أن هذا التوجه ليس حكراً على الأردن بل هو سائد في معظم الدول.
وفي حديث إذاعي، أشار بني عامر إلى أن الاهتمامات والحاجات والخدمات تشكل عوامل مؤثرة في اختيار الناخب للحزب المناسب له.
وأفاد بأن الأحزاب والحياة السياسية في الأردن بدأت تشهد نموًا، لكنها لا تزال لا تصل إلى مستوى الطموحات.
وحول البرامج التي تقدمها الأحزاب، أكد بني عامر أن بعض الأحزاب استفادت من التجارب السابقة، لذا فإنها تطرح أفكارًا واقعية بعيدة عن الخطابات الثورية. وعلى النقيض، لا يزال بعض الأحزاب يتمسك بالأفكار الثورية على مختلف الأصعدة.
وأضاف أن هناك محددات تعيق العمل الحزبي في الأردن، منها عوامل خارجية مثل الظروف الإقليمية المحيطة. وأوضح أن تجاوز هذه العقبات يتطلب وجود أحزاب تسهم في إشراك المواطن بفاعلية في صنع القرار.
وذكر بني عامر أن هناك 38 حزبًا في الأردن، نصفها تشكل نتيجة لتوافر الحقوق القانونية لذلك. وبيّن أن 8-10 أحزاب من بين هذه الأحزاب جاهزة إلى حد كبير لدخول البرلمان القادم، متوقعًا سيطرتها. وتوقع أيضًا أن تندمج بعض الأحزاب مع غيرها بعد الانتخابات، وأن بعضها قد يختفي.
فيما يتعلق بهندسة الأحزاب، أشار بني عامر إلى وجود هندسة للأحزاب كما هو الحال في هندسة الانتخابات، مشيرًا إلى أن الشارع الأردني يميل إلى اختيار مؤسسات الدولة والوجوه التقليدية. وأوضح أن هذا الاتجاه يشكل "موالاة مجانية"، في حين أن هناك فئة أخرى تسعى لتغيير الوجوه القديمة.
وتحدث بني عامر عن مشكلة الرشوة الانتخابية، مؤكدًا أنها ستكون تحديًا أمام الهيئة المستقلة للانتخاب والناخبين. وأشار إلى أنه تم العمل على إنشاء خط ساخن مخصص لضبط المخالفات المتعلقة بالرشوة الانتخابية.
وتوقع بني عامر أن البرلمان القادم سيكون أكثر تنظيمًا، وسيشهد كتلًا أكثر فاعلية وتطورًا، مما سيسهم في تحسين الرقابة البرلمانية. وأضاف أن الكتل القادمة ستسعى إلى كسب رضا الجماهير بشكل أكبر بسبب سهولة متابعة عملها ومحاسبتها.
وبخصوص الخلافات المتوقعة خلال فترة الانتخابات، أشار بني عامر إلى أنها قد تتركز حول ترتيب القوائم الحزبية على المستوى الوطني. وأضاف أن تشكيل القوائم قد يؤدي إلى مشكلات بين أعضاء بعض الأحزاب، مما قد يؤدي إلى استقالات.
واختتم بني عامر حديثه بالإشارة إلى أن الخلافات ستكون واضحة وملحوظة، وقد تتسبب في خسارة بعض الأحزاب لجزء من قاعدتها الجماهيرية، في حين قد تعيد بعض الأحزاب حساباتها لصالحها.