"لم يتبق للسيارات طعم …

{title}
أخبار الأردن -

بقلم عمر البطوش

السيارات الكهربائية، أو بالأحرى "المركبات"، أفقدت صناعة السيارات نكهتها.
فترى موستانج الكهربائية دون أن تشعر أنها موستانج،
أو أودي ولا تشعر أنها الأودي الألمانية،
أو فولكس فاجن ولا تشعر أنها تختلف كثيرًا عن العلامات الصينية مثلاً.
فكرة استبدال محركات الوقود بمحركات تعمل بالتيار الكهربائي أفقدت صناعة المحركات رونقها، وهو ما كان يميز بورش عن موستانج عن مرسيدس … إلخ، لأن آلية العمل أصبحت واحدة، وإن تعددت الأصناف: بطارية تحتفظ بالتيار لتغذي محركًا يمتاز بالهدوء الذي يتمتع به، وإن أرادوا إضافة صوت لإحدى سيارات البورش يتم وضع أداة تُخرج صوتًا لإمتاع السائق الذي اعتاد على صوت المحرك الحقيقي!
فأصبحت المركبات تتنافس بالإكسسوارات، مثل كراسي المساج أو الإضاءة الداخلية أو أنظمة التشغيل مثل أندرويد أو آبل كار بلاي … إلخ، لم يتبقَ لفنون الصناعة الميكانيكية التي تميز الأنواع عن بعضها الشيء الكثير.
تخيل الفارق بين الساعات الميكانيكية التي كانت تُصنع سابقًا، والتي تتميز بدقتها وعدد قطعها وساعات صناعتها، وبين الساعات الذكية الحالية. هو ذاته الفارق بين السيارات الكهربائية والتقليدية، فالساعات الذكية بلا روح ولا فن … شاشة سوداء مصمتة عبيطة!
أصبح التلاعب بتطوير المركبات كل يوم وكل لحظة لم يعد للأسواق نهج … فتارةً سعة البطارية، وتارةً برمجيات جديدة، وتارةً شركة "شن شن شو" أطلقت الطراز الفلاني الذي "يفتح المندل"، وتبعتها شركة "شو شو شي" بطراز يحسب نسبة الدهون في الكبد، وبعدها أعلنت شركة "شم شم" عن إطلاق طراز يقرأ بصمة العين ويحدد ما إذا كان السائق يعاني من إمساك أم لا …!
بالمختصر … تحولات صناعة المركبات وكميات الإنتاج اللامحدودة دمرت نكهة امتلاك سيارة، ونكهة متابعة سوق السيارات، ونكهة قيادة السيارات!
أما السوق الأردني فهو لاهث خلف المركبات الكهربائية بهدف إيجاد محاولات للتوفير هنا وهناك بسبب الارتفاع الفاحش للمحروقات، فأصبح المواطن الأردني فريسة لكل ما يحدث."

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير