ضربة معلم
العميد الركن أيمن الروسان
تابعنا جميعا ليلة امس الرد الايراني على الاراضي المحتلة لنرى استعراض بمشاهد اشبه ما تكون العاب نارية غير مسلية تَنثر اضواء عشوائية في السماء ، او بمثابة تمرين جوي مشترك يشترك فيه الانداد بلا خسائر تذكر انما دروس مستفادة وسؤال حائرة ، لماذا لم يقم جيش الكيان الغاصب بضرب منصات الصواريخ والمسيرات في اراضيها سيما وانها ضربة مجدولة بسقف محدد مساراتها وتوقيتات معروفة إلا اذا كان يعلم انها لاتحمل رؤوس متفجرة مؤثرة وانها فقط لاستعادة ماء الوجه المراق بعد سنوات عديدة من ضبط النفس والاحتفاظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين . جاءت الضربة الايرانية باهتة رسالتها بلا مضمون فاقدة لعنصر المفاجأة وبالتالي لم تحقق الردع المطلوب ففرطت بالحقوق وجلبت المزيد من التصعيد والتوتر ووسعت دائرة الصراع ممانعه ووحدة ساحات.
مايهمنا اكثر هو ارتدادات الضربة وانعكاساتها على الحرب الدائرة في غزة ، وما يبدو ان الضربة شتت تركيز العالم واختطفت الاضواء و الكيان استعاد اصطفاف العالم الذي انفض من حوله بعد شهور من العزلة وظهر بصفته مدافعا عن نفسه ليمارس دور الضحية و يلعب على وتر المظلومية والدولة المستهدفة ليبتز الغرب وعلى راسه امريكا ليشكل قوة دافعة جديدة و يحصل على المزيد من الاسلحة الفتاكة ليستعد بِنَفس اقوى مادي ومعنوي للهجوم على رفح . من جانب اخر ربما هذا الرد بداية جديده من الحروب باسلوب الاغراق بكم كبير من المسيرات تسبق الصواريخ لارباك الدفاعات الجوية و كشف الغطاء الردعي وقلب منظومة الامن القومي الاسر-ائي-لي ونقل المعركة مرة اخرى للاراضي المحتلة واظهر اعتماده بدفاعه على الحماية الامريكية والغرب المنافق لنصل لقناعة امام هذا الواقع المرير ان لكل الدول مشروعها الخاص دون بني يعرب الفاقدين للاتجاه بضياع بوصلتهم .. وان ضربة المعلم امريكة دفعت كل الاطراف لحافة الهاوية يتهاوى فيها الجميع دون هداية .