الخمسينية وفاء.. وحيدة على مائدة الإفطار بظروف معيشية وصحية صعبة
فيما تجتمع العائلات على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان، تجد الخمسينية وفاء (اسم مستعار)، نفسها وحيدة بين جدران منزلها المتواضع في بلدة ماحص بمحافظة البلقاء، راضية بما قسمه الله لها وسط ظروف مالية ومعيشية صعبة تواجهها.
وفاء البالغة من العمر 53 عاما، كانت تعيش مع والدتها منذ وفاة زوجها قبل 9 سنوات، إلا أن والدتها توفيت أيضا في تموز (يوليو) الماضي، فبقيت وحيدة كونها لم ترزق بأبناء، ولها أخ واحد وأختان وجميعهم يعيشون أوضاع مادية صعبة، و"نادرا جدا" ما يزورها أحد منهم، على حد تعبيرها.
ووفق ما ذكرت وفاء لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، فإنها لا تقوى على العمل بسبب تعرضها منذ مدة لآلام شديدة في المفاصل والعضلات، ولا يوجد معيل لها أو مصدر دخل، سوى راتب تقاعدي قدره 183 دينارا، بالإضافة إلى 50 دينارا تتسلمها شهريا بسبب وفاة زوجها.
إلا أن وفاء تؤكد أن المبلغ لا يكفيها سوى بضعة أيام من الشهر، كونها تدفع إيجارا شهريا للمنزل قدره 150 دينارا، وفاتورة كهرباء تتراوح بين 15 إلى 20 دينارا، وما يتبقى بالكاد يكفي لشراء جزء من احتياجات المنزل الأساسية، مشيرة إلى أنها كانت وعلى فترات، تضطر لاستدانة مبالغ مالية من إحدى جاراتها وصلت إلى 650 دينارا لعلاج والدتها التي كانت تعاني من أمراض عدة قبل وفاتها، وتعمل حاليا على سداد ذلك المبلغ بشكل شهري وضمن استطاعتها، ولافتة كذلك إلى أن جارتها ورغم أنها لا تعمل ومن الطبقة محدودة الدخل، إلا أنها لا تضغط عليها بشأن سداد المبلغ.
وقالت وفاء، إنها لا تمتلك تأمينا صحيا، وتعجز عن مراجعة المستشفيات والأطباء بسبب الكلف المالية التي قد تترتب على ذلك، حيث تقاوم الآلام التي تداهمها في المفاصل والعضلات، وفي أحسن الأحوال تتمكن من الحصول على مسكنات.
وعبرت وفاء عن خشيتها من تفاقم حالتها الصحية أكثر فأكثر، لا سيما أنها تعيش وحدها في المنزل طيلة الوقت، ويصعب أن يتواجد عندها شقيقها أو إحدى شقيقتيها، مضيفة، أنها تتجنب طلب المساعدة من أحد سواء مساعدة مالية أو غيرها، لأنها وعلى حد قولها لا تحب أن تثقل على أحد وتردها كذلك عزة نفسها.
لكن وفاء استدركت بالقول، إن أهالي الحي الذي تسكنه، وتحديدا جاراتها يحاولن دائما تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدة دون أن يشعرونها بمنة أو ما شابه، ويزرنها بين الفترة والأخرى لتفقدها والاطمئنان عليها.
واختتمت وفاء حديثها بتمني مساعدتها في الحصول على تأمين صحي يمكنها من متابعة ظرفها الصحي والحصول على العلاجات اللازمة، قبل أن تتفاقم حالتها وهي وحيدة في المنزل.
كما أبدت تمنياتها بمساعدتها في الحصول على فرصة عمل تراعي ظرفها الصحي، وتحقق لها دخلا يمكنها من تأمين أبسط متطلبات الحياة من طعام وشراب وعلاج واحتياجات المنزل، مجددة التأكيد أن ما يتبقى من دخلها بعد دفع أجرة المنزل وفاتورة الكهرباء، لا يغطي إلا جزءا بسيطا من الاحتياجات الأساسية.