الدويري: الاحتلال يعلن أرقاما غير حقيقية لقتلاه ومصابيه
قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمر في إعلان أرقام غير حقيقية لقتلاه ومصابيه في عمليته العسكرية بقطاع غزة، لافتا إلى أنها مع ذلك تؤثر على الروح المعنوية لجنوده.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 5 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، مما يرفع عدد المصابين منذ بداية الحرب إلى 3193 ضابطا وجنديا منهم 1552 خلال العملية البرية، منهم 497 جروحهم بليغة، فيما بلغ عدد القتلى 600 جندي وضابط.
وفي تحليل عسكري للجزيرة، يرى الدويري أن ما يعلنه جيش الاحتلال لا يمثل الواقع على الأرض في غزة، ويؤكد ذلك المقارنة مع ما تعلنه قوى المقاومة الفلسطينية من أرقام هي أكثر دقة، وكذلك ما يصدر عن المستشفيات العسكرية للاحتلال من أعداد المصابين والقتلى أدق.
وأشار الدويري إلى أنه رغم حرص الجيش على إخفاء المعلومات الصحيحة ومنع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من التغطية المباشرة للأوضاع في غزة، فإن ما يعلنه من أرقام متواضعة لقتلاه ومصابيه ينعكس بشكل سلبي على الروح المعنوية للجنود، في ظل استمرار سقوط قتلى ومصابين ولو بأعداد محدودة.
وعاود الخبير العسكري الإشارة إلى عدد الآليات التي تم تدميرها خلال العملية البرية والتي تجاوز 1100 آلية منذ أسابيع، حيث لم تصدر إعلانات تحدث الأعداد الكلية لتلك الآليات المدمرة، يؤكد كذلك أن ما يعلنه جيش الاحتلال لا يمثل أكثر من 30% من الأعداد الحقيقية للقتلى والمصابين في صفوفه.
وحول ما أعلنه الجيش من عقوبات على خلفية التحقيق في مقتل عمال الإغاثة الأجانب، يرى الدويري أنها تصنف كأدنى درجة في العقوبات العسكرية لدى الجيوش، فليس هناك أدنى من التوبيخ، كما أن العزل لحق رائدا وعقيدا، بينما لم تتم معاقبة المسؤولين الحقيقيين عن اتخاذ قرار الاستهداف.
ويستبعد الدويري أن يكون الحادث وقع عن طريق الخطأ، فهو في تقديره استهداف متعمد ومقصود في ظل وجود تنسيق سابق مع فريق المطبخ الدولي يتنافى مع احتمالية الخطأ المزعومة، لافتا في هذا السياق على وجود تضارب في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحادث.
ويرى الخبير العسكري أن جيش الاحتلال لم يستخدم الذكاء الاصطناعي بالشكل المتعارف عليه لدى الجيوش، حيث تصدر قرارات الاستهداف من خلال قواعد البيانات التي تتم تغذيتها من الخوارزميات المتوفرة.
ويضيف الدويري أن إسرائيل تترك القرار النهائي بالاستهداف لضابط تكون أمامه تلك البيانات، وهو ما يزيد عدد الضحايا، بينما من المفترض أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يساعد في تقليل الخسائر بين صفوف المدنيين من خلال تحديد الأهداف بدقة أكبر.