حقي الدستوري

{title}
أخبار الأردن -

سهم محمد العبادي

تردد هذا المصطلح الأيام الماضية من قبل المواطنين المطالبين بحقهم الدستوري في التظاهر والتعبير عن الرأي، لدعم الأهل في غزة، كم كنت سعيدا أن وصلنا أخيرا إلى معرفة حقوقنا الدستورية واستخدامها.

ولمن اطلع على الدستور عليه أيضا أن يأخذ بما ورد فيه كاملا كونه كل لا يتجزأ، وأن تعلم أن لك حقوقاً وعليك واجبات، هكذا قال الدستور الذي تطالب بتطبيقه.

وورد فيه مواد عديدة، أهمها عليك أن تعلم أن هذا الوطن اسمه المملكة الأردنية الهاشمية ذات سيادة ومستقل، ولا يحق لأي كان التدخل في شؤونه والقفز عن مؤسساته الدستورية الرسمية.

المادة 7 من الدستور تقول أن الحرية الشخصية مصونة، بالمقابل تنص ذات المادة أن كل اعتداء على الحقوق والحريات العامة أو حرمة الحياة الخاصة للأردنيين جريمة يعاقب عليها القانون، إذن الدستور كامل وشامل، ولا يؤخذ بالقطعة أو تفصيله وتوظيفه حسب المزاج.

الأردن بتاريخه وهويته لم ينفصل يوما عن أمته العربية والإسلامية، ولن يزاود أحد على الهاشميين يوما ما، فهم حملة الرسالة العربية ومن دافعوا عنها ومن دفعوا الثمن كذلك، وكان الأردنيون دائما رجال الوطن الذين لا يوازيهم أحد في التضحية والإقدام والدفاع عن الأمة، فليخرج علينا أيا كان ويعطينا دليلا واحدا على أنه قدم الشهداء في فلسطين أكثر منا، وليخرج علينا من هذه الأمة من يحاججنا في وفائنا ونصرتنا الأبدية التي كتبناها بالدم والبارود لفلسطين.

ولنقفز عن كل ذلك التاريخ الذي يحتاج إلى جردة حساب حتى يعلم البعض أنه أمام فعل الأردن والأردنيين «صغير»، فمنذ بدء العدوان الغاشم على غزة هل تحرك زعيم عربي قبل جلالة الملك؟ وهل فعل بقية الزعماء كما فعل؟ وهل في هذه الأمة فعل ما قام به ولي عهدنا؟ أو زوجة زعيم خرجت لتخبر العالم عن جرائم الاحتلال مثل جلالة الملكة رانيا؟.

هل شاهدنا من تحرك ليقدم خدمات طبية ومستشفيات ميدانية في الضفة والقطاع بخلافنا؟ وهل أصيب أحد، ونزف دما كما أصيب جنودنا في المستشفى الميداني في غزة؟.

هل شاهدنا دولاً تجوب شوارعها مسيرات تضامنية كالأردن؟ وهل شاهدنا فزعة شعبية لأهل غزة مثلنا؟ هل سمعتم عن مضافات لعشائر فتحت أبوابها لجمع التبرعات مثلنا؟ وهل شهدتم شعباً أوقف كل مظاهر الأفراح تضامنا مع غزة مثلنا؟ وهل شاهدتم الحملات الإغاثية للعشائر الأردنية في شمال ووسط وجنوب غزة؟

وهل شاهدتم حراكات النقابات والجامعات والمدارس وغيرها نصرة لغزة في دول أخرى غيرنا؟

إذن ماذا بقي أكثر من ذلك ليقدمه الأردن؟ وما هو المطلوب؟

قبل أشهر كتبت عبر هذه الزاوية مقالا حمل عنوان «لماذا التشكيك في كل ما هو أردني؟» ولم يكتب من فراغ، فالبعض اعتاد الإساءة والتخوين والتشكيك بكل ما هو أردني من باب كره الوطن وليس من باب التعبير عن رأيه.

يبدوا أن البعض قد نسي أن هذا الوطن له أهل قادرون على حمايته من أي شر يفرض عليه، ومن كل من راودته شياطين الإنس والجن في الاعتداء على هذا الوطن تحطمت سفنهم على صخور الأردن وصوانه، وشربوا من «الدفلى» حتى عرفوا أن الأردن العظيم لا يقهر ولا يستطيع أحد القفز عنه أو عليه.

هذه الجينات الأردنية، ورثناها من الآباء والأجداد، وليس من السوبرماركت، وعشقنا العسكر والفوتيك والقايش، وتغزلنا عشقا ورجولة بالبوريه والشعار فوق الحاجب الأيسر، ولن نبخل على هذا الوطن وتاريخه وهويته بأرواحنا فنحن للأردن العظيم جنود مجندة.

فنصرة فلسطين لا تكون بدعوة من أحد أو بإيعاز من جهات ودول، بل من قلوبنا وأرواحنا تلك التي ما زالت تعشق الشهادة على أسوار القدس، وعلى راكبي الأمواج الكف عن توظيف الإبادة في غزة وفلسطين لأجل مصالحهم.

إذن عليك أن تعلم أن حقك الدستور أيضا في حماية هذا الوطن والذود عنه والانتماء إلى كل ذرة تراب فيه، اللهم جنب هذا الوطن وأهله الفتن، ومن يريدها بهم.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير