ماذا تريدون من الأردن؟!
مأمون المساد
خطاب الكراهية والتحريض الذي تسمعه وتقرأه تجاه الأردن عبر مواقع التواصل الاجتماعي يحمل تفسيرات يجب الوقوف عندها وفضحها والرد عليها، بل ومحاسبة مروجيه، خصوصا وان صدى هذه الخطابات يتردد هتافات في محيط منطقة الرابية في العاصمة عمان، وكأن القلوب قد عُمَيت والآذان قد صمت عن مواقف الأردن القيادة والحكومة والشعب، مواقف كسرت حواجز الصمت العالمي والاقليمي عما يلحق بأهل غزة من حرب إبادة وتهجير وتدمير منذ نحو ستة أشهر على هذه الحرب التي غيرت وقع الحياة غزة، وسجلت أقبح حرب في العصر الحديث، وليس الصمت التي تحدث عنها أغرار الشعبويات في تغريداتهم بالتهجم على الاجهزة الامنية وسلوك الفوضى .
وأمام حالة الكراهية و التحريض لابد من أن نضع شموس الحقائق الأردنية وبشهادات العالم مباشرة وفي نشر موجز لمسارات الموقف الاردني على كافة الاصعدة :-
فعلى الصعيد الدبلوماسي والسياسي كانت جهود ولقاءات واتصالات جلالة الملك منذ اليوم الاول تشهد تحول الاردن الى مرجعية لاتصالات قادة العالم ومراكز صنع القرار وحقق انفراجات ونجاحات أمميةللدبلوماسية الاردنية التي انجحت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتبنى المشروع الاردني بشأن وقف الحرب في غزة بـ 120 صوتا، تلاه طلب وزارة الخارجية استدعاء السفير الاردني في تل ابيب والطلب من إسرائيل عدم عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان ليكون القرار واضحا وجليا ان عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة، ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها، وكل إجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء، وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني.
على بعد خمسة أيام من بدء الحرب على غزة كان الاردن يسير اول طائرات المساعدات الى مطار العريش، واستمر الدور الكبير للاردن في تقديم الدعم الانساني السريع والمتميز وبشهادة «الاونروا» التي اعلنت بان «الاردن اول من قدم مساعدات سخية لمواجهة الازمة الكارثية في غزة»، وبدأت رحلة كسر الحصار على غزة من خلال الانزالات الجوية ونقل المساعدات الطبية والدوائية العاجلة منذ تشرين ثاني 2023، وتواصلت النداءات والتنسيقات لخلق شراكات مع مختلف الدول لاستدامة الحياة والانزالات الجوية والتي باتت بشكل يومي، إضافة إلى النجاح في إدخال قوافل برية، وتعزيز المستشفى الميداني الأردني الأول بمستشفى آخر يعملون للان في القطاع المنكوب .
دخل الاردن في مواجهة «حرب السرديات الاعلامية» وقد نجح الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني عبر اللقاءات والمقالات والتصريحات من دحض الاكاذيب الاسرائيلية والصهيونية باحترافية ومهنية عاليتين غيرتا بمواقف دول ومجتمعات غربية وشاركت جلالة الملكة في هذه المواجهات من خلال لقاءات من منابر الإعلام الدولي مثل Cnn، والواشنطن بوست، وغيرها .
مواقفنا لا يتسع لها مقال، وليست محل التشكيك من منصف، لكن أعمى البصر والبصيرة ومن يسير في قطيع الاستهداف للأردن والاردنيين سيبقى يحاول أن يحدث الشرخ في جدار الاردن المنيع، مدفوعا بحقد الماضي والحاضر وحتى المستقبل وهو يرى وطن كما قال فيه سعيد عقل الشاعر اللبناني (في حجم بعض الورد إلا إنه لك شوكة ردت إلى الشرق الصـبا )، هذه الشوكة التي تقف في حلق العاجز عن اللحاق بالأردن موقفا والحاسد عن رؤية الاردن عظيما في عيون العالم، وحلق الرافض لنصرة الحق الفلسطيني الإنساني والتاريخي .
وكما جندت إسرائيل جيوشا الالكترونية ضد المواقف الأردنية التي ازعجتها قولا وعملا فإن الإسناد لم يغب من الذباب الإقليمي الذي ينتشر وينشر ويحرض على الأردن، لعله يتراجع ولعله يخضع ولعله يتخلى عن واجبه ودوره ومشواره الذي اتعبهم الجري خلفه لعلهم يلحقون به، ويختطفون بأجندتهم اهتمامات الناس الى ما هو اسا س وما يعمل عليه الاردن منذ 76 سنة عمر الاحتلال الاسرائيلي .
بالمختصر نقول :- هنا الاردن بقيادته الهاشمية وحكومته وجيشه وشعبه العظيم يد تمسح الألم وتنشر الأمل، ويد تستمر في مسيرة البناء الذي يعطي القوة والمنعة .