مختصون يحذرون الأردنيين من إعلانات لزيت زيتون مغشوش
مع حلول شهر رمضان المبارك يزداد استهلاك زيت الزيتون، باعتباره عنصرا أساسيا على مائدة الصائم، فيستغل أصحاب النفوس الضعيفة الطلب المتزايد على هذه السلعة للاحتيال على المستهلك وترويج زيت مغشوش عبر إعلانات مضللة تبيع التنكة الواحدة بأسعار زهيدة لا تتجاوز 40 دينارا مع خدمة التوصيل المجاني، في حين تباع التنكة من 90 دينارا إلى 100 دينار.
وحذر متخصصون من انتشار إعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبيع زيت زيتون مغشوشا، مؤكدين أن المستهلك بحاجة إلى توعية لإعلانات تمس سلامته الغذائية وتمس سمعة المنتج المحلي، عدا عن الخسارة المالية والصحية، بحسب بترا.
وناشدوا الجهات المعنية باتخاذ إجراءات لازمة وإنزال أشد العقوبات بمن تسول له نفسه الغش والاحتيال على المواطن بزيت لا يمت للزيتون بصلة.
وشددوا على ضرورة تحري المواطن للمصدر الذي يشتري منه زيت الزيتون كالمزارع الموثوقة والمعاصر المرخصة والمؤسسات العسكرية والاستهلاكية وعلامات الزيت التجارية المعتمدة من قبل مؤسسة الغذاء والدواء ومؤسسة المواصفات والمقاييس العامة.
وتفصيلا، قال نقيب أصحاب المعاصر ومنتجي زيت الزيتون تيسير النجداوي، إن مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك" تعج بإعلانات وهمية لبيع زيت زيتون مغشوش، ولجلب المشترين يعرضونه بأسعار زهيدة مع هدايا وتوصيل مجاني، مشيرا إلى أن تلك الزيوت تبين أنها مهدرجة ومضاف إليها أصباغ ونكهات لا تتجاوز تكلفة التنكة منها الـ5 دنانير، مؤكدا أن الزيت المخزن بطريقة صحيحة لن ينخفض سعره حتى لو مضى عليه عام.
وحذر النجداوي المواطنين من ضرورة تحري المصدر الذي يشترون منه سلعة زيت الزيتون وفحصه في المختبرات الكيميائية للتأكد من سلامته أو الشراء من المزارع الموثوقة والمعاصر المرخصة أو المؤسسات العسكرية والاستهلاكية.
فيما وصف رئيس الجمعية الأردنية لمنتجي ومصدري زيت الزيتون، المهندس فياض الزيود، زيت الزيتون بالذهب الذي لا تقل جودته ولا ينخفض سعره مع مرور الزمن مستشهدا بالمثل الشعبي "خلي الزيت بجراره لتيجي أسعاره" في إشارة إلى أن الإعلانات المضللة التي تتذرع بأن الزيت منذ العام الماضي ماهي إلا إعلانات مضللة تبيع الوهم والغش للمستهلك.
وأضاف الزيود أن المصادر الآمنة لشراء الزيت هي الأماكن المرخصة والحاصلة على شهادة الغذاء والدواء والمواصفات والمقاييس أو مزارع المواطنين الموثوقة.
من جانبه، طالب الناطق الإعلامي لنقابة المعاصر محمود العمري، بحماية زيت الزيتون المحلي ومراقبة السوق من محاولات الغش، مؤكدا أهمية الدور الرقابي الذي تمارسه مختلف الجهات كالغذاء والدواء ومديرية حماية البيئة والأجهزة الأمنية التي ضبطت في الأعوام الماضية كميات من الزيت المغشوش.
واكد أن النقابة العامة لأصحاب المعاصر تنصح المستهلك بعدم الشراء إلا من المصادر الموثوقة وهي معاصر الزيتون و المزارعين المعروفين شخصيا للمستهلك والمؤسستين المدنية و العسكرية، والمحلات التجارية المرخصة، حيث أن الزيت يعبأ بعد إجراء الفحوصات اللازمة له، ويرفق ببطاقة بيان مكتملة مع اسم صاحب العلامة التجارية.
وأكد العمري أن زيت الزيتون يشكل مصدر دخل لآلاف الأسر الأردنية، وأن أكثر من 70 بالمئة من الأشجار الثمرة في المملكة هي أشجار زيتون.
وعلى صعيد متصل، أكدت أخصائية التغذية راية ياسر، خطورة تناول زيت الزيتون المغشوش وتأثيره على صحة الإنسان سيما أن مستهلكين يستخدمونه لعلاج أمراض عدة، و استذكرت حادثة الزيت السام في إسبانيا عام 1981 بعد غش الزيت بمادة لتصنيع البلاستيك الأمر الذي أدى إلى حالات وفاة وإصابات بليغة في الرئة والجهاز الهضمي.
ونوهت إلى أن زيت الزيتون يتعامل معه المستهلك على أنه دواء للكثير من أمراض المعدة كأخذ مقدار منه على الريق لعلاج الإمساكات وبعض الأمراض المعوية ولإذابة الكولسترول الضار، فإذا كان مغشوشا بزيوت مهدرجة سينقلب الدواء إلى داء.
وتشاطرها الرأي أخصائية التغذية المهندسة رسمية الخليل التي أكدت أن الله تعالى أقسم بالزيتون لعظمة فوائده الطبية والغذائية وجعل منه مادة علاجية لكثير من مشاكل البشرة والشعر والمعدة.
يشار إلى أن وزارة الزراعة ومن خلال مديرية زيت الزيتون أطلقت حملة وطنية توعوية لتوعية المواطنين بشراء زيت الزيتون البكر من مصادر موثوقة، عبر توجيه المستهلك الأردني لشراء زيت الزيتون عالي الجودة والمطابق للمواصفة القياسية الأردنية المعمول بها وتوجيهه إلى المصادر الموثوقة لشراء منتج زيت الزيتون البكر.
وأكدت الوزارة ضرورة الابتعاد عن شراء زيت الزيتون من خلال الإعلانات المضللة المنتشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، كي لا يكونوا ضحية لعمليات الغش والتلاعب التي تقوم بها فئات محددة.
وبينت أن فحص زيت الزيتون مجاني في جميع مديريات الزراعة والمركز الوطني للبحوث الزراعية.