الحنيفات: خطوات جادة للحد من هدر الغذاء

{title}
أخبار الأردن -

أكّد وزير الزراعة رئيس مجلس الأمن الغذائي خالد الحنيفات أن الأردن يسير بخطوات جادة للحد من هدر الغذاء ضمن إطار المبادرة الوطنية "لا لهدر الغذاء" التي أطلقتها وزارة الزراعة في تشرين الثاني من عام 2022.

وقال الحنيفات، إنّ مجلس الأمن الغذائي يقوم بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي بتنفيذ عدد من التدخلات في مجال هدر الغذاء، والواردة ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2021-2030 وخطة عملها للأعوام 2022-2024، والتي تهدف إلى إيجاد أساليب ابتكارية لتقليل هدر الطعام وزيادة الوعي، من خلال زرع المعرفة حول السلوكيات السلبية وتعزيز الممارسات الإيجابية.

وفي حديث الأحد بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الهدر، أشار الحنيفات الى أن المبادرة تتضمن برامج وتدخلات، في مقدمتها الحملة الوطنية التوعوية لتوجيه السلوك للحد من هدر الغذاء، فالطريقة التي ننتج ونستهلك بها الغذاء أبعد ما تكون عن الاستدامة أو العدالة، فبالرغم من أن عالمنا ينتج أغذية أكثر مما يحتاج، إلا أن هناك قرابة 800 مليون جائع، وهذا العدد آخذ في الازدياد.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت يوم 30 آذار الذي صادف أمس السبت، يومًا دوليًا للقضاء على الهدر باعتباره قضية إنمائية رئيسية ولها آثار باهظة التكاليف.

وبحسب تقرير مؤشر هدر الأغذية لعام 2024 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يهدر العالم قرابة 1.3 بليون طن من نفايات الأغذية (بما في ذلك الأجزاء غير الصالحة للأكل)، أي ما يصل إلى 132 كيلوغراما للفرد، ما يعادل ثلث غذائه، في حين يقدَّر الهدر الغذائي في الأردن حسب مؤشر الهدر بحوالي 101 كيلوغرام للفرد سنويا، أي قرابة 1.136 مليون طن من الغذاء تكفي لتغطية الاحتياجات الغذائية لقرابة 1.5 مليون شخص لمدة عام كامل، ويعد هذا التحدي المتزايد للهدر الغذائي أمرًا بالغ الأهمية لما له من آثار سلبية اقتصادية وبيئية واجتماعية، تؤثّر بشكل مباشر على الموارد الطبيعية المحدودة.

وفي الأردن الذي يعد فقيرًا مائيًا، فإن فقدان وهدر الأغذية ينعكس سلبا على المياه من خلال زيادة الاستهلاك لإنتاج مزيد من الغذاء، وزيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، إضافةً إلى الأعباء المالية التي تضاف على المنتجين والتجار والمستهلكين.

ونوه الحنيفات إلى أن مبادرة "لا لهدر الغذاء" تعد خارطة طريق تتضمن العديد من الأنشطة أبرزها، إطلاق البرنامج التدريبي الإبداعي لتحدي هدر الغذاء والذي تم تنظيمه بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة (سيواس) السويسرية.

وركز البرنامج على مسارين الأول ريادي ويهدف الى تعزيز حلول مبتكرة لإدارة هدر الغذاء والحد منه، حيث تلقى المشاركون تدريبًا شاملاً حول كيفية تحويل أفكارهم الإبداعية إلى نماذج عمل مستدامة، والمسار الثاني بحثي ويهدف الى تطوير منهجيات لاحتساب هدر الغذاء بالتعاون مع دائرة الإحصاءات العامة، بهدف إنشاء مؤشر وطني للهدر.

وتقدم للبرنامج 37 فريقا من جميع محافظات المملكة وتم اختيار أفضل 5 أفكار ابتكارية لخمس فرق، وتم منح الفرق الفائزة 45 ألف دولار لتمكينهم من تطوير أفكارهم الابتكارية إضافة إلى تمكين مبادرات إدارة هدر الغذاء، التي يعمل مجلس الأمن الغذائي حاليًا ومن خلال وزارة الزراعة ووزارة التنمية الاجتماعية وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، على تأسيس اتحاد نوعي يضم الجمعيات التي تُعنى بأعمال الهدر الغذائي، وسيتم بناء هذه المظلة لمأسسة وحوكمة وتنسيق أعمال المبادرات والجمعيات التي تعنى بالمهدر من الغذاء ، وقد تمّ في هذا السّياق تحديد 15 مبادرةً محلية لإدارة الهدر الغذائي، كما تمّ إعداد تقرير عن التَّحدّيات التي تواجه تلك المبادرات.

ولفت الحنيفات إلى الحملة الوطنية التوعوية لتوجيه السلوك للحد من هدر الغذاء، حيث سيتم إطلاق حملة وطنية للتوعية بشأن الهدر الغذائي من خلال مجلس الأمن الغذائي وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي، مدَّتها سنة واحدة، تستهدف الأُسر والعائلات، والمطاعم والفنادق والقطاعات الأخرى، وتهدف إلى رفع مستوى التوعية العامة بهدر الغذاء، وحجمه وتأثيره، والتَّصدّي للممارسات والسلوكيات السلبية التي تؤدّي إلى هدر الغذاء؛ وتعمل في آخر المطاف على تشجيع المجتمع على تبنّي سلوكيات وممارسات أكثر استدامةً بهدف الحدّ من هدر الغذاء.

وبين أن تنفيذ الحملة سيتم على مرحلتين الأُولى تُركّز على رفع مستوى التوعية العامة بشأن تحديات الهدر الغذائي؛ والثانية تهدف إلى تغيير السلوكيات والممارسات السلبية التي تؤدي إلى حدوث هدر الغذاء، وذلك من خلال التوجيه الاجتماعي والسلوكي.

وستركز الحملة التوعوية على مشاركة كل من المؤسسات الإعلامية من خلال التقارير الإخبارية وبرامج الطبخ والإعلانات والمقابلات والمؤسسات الدينية من خلال خطب الجمعة وعظة الأحد، والمؤسسات التعليمية كالجامعات والمدارس من خلال إدراج مواضيع هدر الغذاء في الإذاعة المدرسية لتوعية الطلاب وتعريفهم في المشكلة وآثارها على البيئة والمجتمع وعقد ورش عمل وعرض فيديوهات قصيرة لتعريف الطلاب والكادر التعليمي بحجم تحدي هدر الغذاء وأيضا من خلال تطوير المنهاج وإدراج مواضيع هدر الغذاء والأمن الغذائي في المناهج المهنية المدرسية لتوعية الطلاب وتعريفهم بالمشكلة ومؤثراتها على البيئة والمجتمع بالإضافة إلى تنظيم مسابقة طلابية على مستوى المملكة والتي ستمثل فرصة فريدة لتمكين الطلاب في جميع أنحاء المملكة من إيجاد حلول لمعالجة مشكلة هدر الغذاء.

وبين الحنيفات أن الحملة وضمن النشاط الثالث لمبادرة لا لهدر الغذاء ستعمل على تنظيم الجهود لصناعة ثقافة حفظ النعمة ووقف هدر الغذاء عبر المدارس والمساجد والكنائس ووسائل الإعلام والاتصال والحواضن الاجتماعية وصولا إلى تحقيق هدف تقليل الفاقد والمهدر من الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2030، لتحقيق هدف مهم من أهداف التنمية المستدامة المتمثل بخفض مؤشر هدر الأغذية إلى النصف بحلول عام 2030، خاصة في البيع بالتجزئة والخدمات الغذائية.

وأشار إلى أن تبني الحملة خاصة في ظل أزمة المناخ وانخفاض الإمدادات الغذائية والصراعات التي تعصف بالمنطقة يوميا وأثر نقص الغذاء على المجتمعات التي تشهد حروبا، وبالأخص الحرب الظالمة على غزة هي مسؤولية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع ومؤسساته.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير