استشاري يحذر من مشاكل إدراكية وسلوكية لدى مستخدمي الهواتف من الأطفال
"تصرفات عدائية غير مسبوقة، كلمات وأساليب تعبيرية مفاجئة، قدرات إدراكية غير مستقرة، وحالة تفضيل غير مبررة للبقاء في المنزل... بالتأكيد لست مسرورة بالحال الذي وصل إليه أبنائي، لكنني أحاول معالجة ذلك، وأسابق الزمن من أجلهم... الهواتف وألعاب الفيديو قلبت منزلي رأسًا على عقب"، هذا ما قالته ربة المنزل جمانة، وهي أم لديها 3 أبناء، أكبرهم يبلغ عمره 8 سنوات.
عائلتها قد تكون مثالًا نموذجيًا ومستحبًا لأي شاب وشابة، لكن سرعان ما تحولت حياة أسرتها إلى جحيمٍ لا يطاق، يبدأ ذلك بالصراخ المستمر لابنها يزيد، البالغ من العمر 5 أعوام، يلي ذلك شجاره المتعمد والقاسي مع أخيه الأصغر عمرًا إسلام، لتبدأ الأم التي تقطن في الزرقاء، بتهدئة سلوك أطفالها، المرهق للغاية، والمؤلم في كثيرٍ من الأوقات.
تعليقًا على ذلك، يتحدث استشاري الطب النفسي الدكتور موسى حسّان قائلًا في تصريحٍ لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، إن الأطفال الآن يولدون ويترعرعون وهم يحاطون بالتكنولوجيا، فقد أصبحت الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، وفي حين أن هذه الأجهزة تقدم فوائد عديدة، بما في ذلك الفرص التعليمية والترفيهية، إلا أن هناك مخاوف نشأت بشأن تأثيرها المحتمل على أدمغة الأطفال النامية، وأنماطهم السلوكية.
وأوضح أن الاستخدام المطول قد يتسبب بظهور إعاقات إدراكية، بما في ذلك انخفاض مدى الانتباه، وضعف الذاكرة، وانخفاض الأداء الأكاديمي، مبينًا أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية يرتبط بمشاكل سلوكية مثل فرط النشاط والاندفاع، مما قد يؤدي إلى تفاقم اضطرابات النوم، والتأثير على الأداء أثناء ساعات النهار.
وأوضح الدكتور حسّان أن التعرض لشاشات الهواتف والتلفاز يمنع إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون مهم لتنظيم دورات النوم والاستيقاظ، ونتيجة لذلك، فإن الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية قبل النوم غالبًا ما يعانون من اضطرابات في إيقاعات الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى صعوبات في النوم وتقليل مدة النوم الإجمالية.
"علينا أن نحذر من المأساة التي نصنعها في منازلنا، ويجب على الآباء الحذر بشأن استخدام أطفالهم للهواتف النقالة وأجهزة الترفيه المنزلية، الأمر يجب أن يبدأ بعد عمر السادسة، وتحت إشرافهما، ولساعات محددة"، وفقًا للدكتور حسّان.