العلاقه المهنيه بين المحامين والاطباء الشرعيين واطباء القلب.
د جمال الدباس
هناك تداخل بين الطب الشرعي مع اختصاص طب القلب عندما يكون القلب هو موضوع الاهتمام .
استدعيت للخبره في حادث مشاجره نتج عنها وفاه مسن بعد ان تم نقله إلى المستشفى واجريت له عمليه انعاش للقلب لم تتكلل بالنجاح نتج عنها كسور في الأضلاع (او ربما عن المشاجرة). ايضا كان هناك نزيف في داخل الصدر محدود الأثر.
تم تشريحه فيما بعد وتبين مصادفه نتيجه التشريح وجود انسداد شديد "مزمن " في احد شرايين القلب الرئيسيه.
وكان هناك خلاف قانوني اثاره الاخوه القانونيون حول سبب الوفاه، وكل طرف يفسرها لصالحه وفي ظروف كان للقانون راي فيها حيث يفسرها القانون ضمن ضوابط معينه!
وكان السؤال المطروح هل الوفاه نتجت بسبب
مرض القلب ؟ او نتيجه الشجار ؟ كذلك ما دور كل منهما في الوفاه ؟
من المعروف في طب القلب وعلى العموم أن تلقي ضربه مفاجئه ناحيه القلب كافيه احيانا لحدوث الوفاه حتى لو كانت الضربه غير نافذه للقلب .
وفي هذه الحاله تتعلق الوفاه بتوقيت حدوث الضربه خلال وقت نبض القلب وفي وقت حرج اثناء نبض القلب وتحديدا اثناء دوره تخطيط القلب او النبضه الكهربائيه للقلب ( دوره انقباض ثم انبساط القلب) مما قد تسبب تلك الضربه الوفاة بسبب الرجفان البطيني ، حتى عندما يكون القلب سليم (Commotio cordis ).
مرض القلب يبقى قائما في كل الاحتمالات لاسباب الوفاه ، ففي حاله وجود انسداد مزمن، شديد الدرجه، في احد شرايين القلب فإن نقص الترويه القلبيه الناتج عن انسداد شديد في الشريان التاجي كافي ايضا في وجود عوامل مساعده اخرى مثل فقر الدم او موجه غضب قبل الوفاه او انخفاض حاد في ضغط الدم ان يحدث رجفان بطيني قاتل . في الحاله المنظور فيها كان هناك انسداد قد قدره الطبيب الشرعي بدرجه 90% ويمكن مثل هذا الانسداد الشديد بهذه الدرجه ان يحدث الرجفان البطيني نتيجه مرض القلب والأوعية الدموية المزمن وهو مرض تصلب الشرايين ، مع وجود احد العوامل السابقه كافيا احيانا ان يسبب نقص الترويه القلبيه الحاد منها في وجود حاله طارئه حيث يمكن ان تكون مثلا حاله الانفعال والغضب الناتج من المشاجرة كافيا لإحداث نقص إمداد عضله القلب بالأوكسجين والغذاء مما قد ينتج عنه الرجفان البطيني ويسبب الوفاه .
وإن وجود إصابات مختلفه في الشده والحادة يمكن اعتبارها كعوامل مساهمة. ويكون سيناريو حدوث الوفاه الوفاة متوقعه في مثل هذا التسلسل.
وفي مثل هذا السيناريو من الاحداث وفيما يتعلق بشهادة الوفاه فإن تحديد سبب الوفاة في هذه الحالة تم على أساس مبدأ “تسلسل الأحداث”.
حيث كان الرجفان البطيني هو سبب الوفاه والذي هو احد مضاعفات مرض القلب تصلب الشرايين في القلب وتسبب في الوفاه . وفي هذا السيناريو ايضا تكون الاصابات غير القاتله عوامل مساهمه سهلت حدوث المضاعفات وسرعت شدتها وتأثيرها. وإن تفسير ذلك يعتمد على فكرة أنه إذا حدث مثل هذا الرجفان البطيني بدون مشاجره في بيئة مشهودة( رغم صعوبه حدوثه بدون عوامل مساهمه ومساعده) ، كان من الممكن إنقاذه .
من المفهوم أن مساهمه إصابات المشاجرة في الوفاه تم إدراجها كعوامل مساهمة لأن خلفيه تسلسل الاحداث التي أدت إلى الوفاه كان اولها مرض القلب والأوعية الدموية الناتج عن تصلب الشرايين، والذي أدى إلى الوفاه إثر الشجار الذي ساهم في النوبه وألازمه القلبيه بسبب ضربه حاده على جهه القلب او موجه الغضب المصاحبه في مثل ظروف المشاجرة يمكن ان تكون كافيه ان تحدث نفس النتيجه وهي الوفاه.
من المشاكل الشائعة في علم الطب الشرعي تحديد سبب الوفاة في حادث سياره هل هو ناتج عن إصابات حادث السيارة لوحده أو نتيجة لجلطه قلبيه مفاجئه قبل الوفاه أثناء القيادة؟. في الحالات التي لا يكون فيها هذا الأمر مؤكدًا، تنصح معظم المدارس بإجراء تشريح كامل للجثة الذي يكشف عن الاجابه بدراسه عينات تؤخذ من الجثه ومنها القلب .
هناك سببان شائعان للنوبه او الازمه القلبيه في الحوادث او المشاجرات ؛ الجلطه او الرجفان البطيني .
في الوقت الذي يكون فيه امكانيه لتشخيص احتشاء عضله القلب بعد الوفاه من خلال ألتشريح لعينه من القلب ، فإن تشخيص الرجفان البطيني او عدم انتظام ضربات القلب القاتل في علم امراض القلب والطب الشرعي هو تشخيص يعتمد على إستبعاد العوامل الأخرى للوفاه. ما يعني هذا هو أنه لا توجد نتائج إيجابية لتشريح الجثة تشير بشكل قاطع إلى ان عدم انتظام ضربات القلب انه هو السبب للوفاه ، إذ لا توجد طريقة لاستبعاد هذا الاحتمال إلا إذا تم استبعاد جميع الأسباب المعقولة الأخرى للوفاة، عند ذلك يمكن ان يقترح المرء أن الوفاة ربما كانت بسبب عدم انتظام او تسارع ضربات القلب( الرجفان البطيني) . حيث يتطلب عدم انتظام ضربات القلب او الرجفان البطيني كتشخيص مرضي عند تشريح الجثة يتطلب اثباته من خلال تخطيط القلب (مخطط كهربية القلب) قبل الوفاة. في الواقع، الطريقة الوحيدة لتشخيص الرجفان البطيني كسبب للوفاه بينما لا يزال المريض على قيد الحياة. نظرًا لذلك ولعدم القدرة على تشخيص احتمالية عدم انتظام ضربات القلب أو استبعادها تمامًا، فإنه يبقى تشخيصًا وسببا محتملا او احتياطيًا شائعًا عند محاولة دحض سبب آخر للوفاة في إجراء قانوني.