من يحكم غزة... والجواب في آخر جملة
رأي مسار
إجماع إنساني كوني، على أن غزة التي نعرفها لم تعد قائمة.
وأن الحياة فيها الآن وبعد الحرب لن تكون متاحة ولو بالحدود الدنيا لمتطلبات العيش.
وأن بنيتها التحتية، وحتى الفوقية. لا تحتاج إلى ترميم، وإنما إلى إعادة بناء من الصفر.
هذا كله، ولم نتناول ولو بالإشارة حالة مجتمعها الذي يكتظ بالأرامل والأيتام والمفقودين والمعاقين، وبالأولاد والبنات الذين ينامون مع كوابيس، ويستيقظون على رعب.
هذه هي غزة، التي تعاقبت عليها غزوات واحتلالات وحروب، ولم يحدث لها ما يحدث هذه الأيام، ولا أحد يعرف متى يزول ليل الموت والدمار والدم عنها لينبثق الفجر مؤذنا ببداية الحياة.
تقديرات الخبراء تشير إلى أنها بحاجة لتسعين مليار دولار حتى تعود كما كانت إذا ما اعتبرنا أن الأمر بنية تحتية معمارية يعاد بنائها ومستلزمات حياة لملايين البشر الذين فقدوا كل ما كان بين أيديهم.
المليارات المقدرة بزيادة أو نقصان، يمكن جمعها أو جمع بعضها إذا ما تأسس مشروع مارشال يحاكي ذلك الذي تأسس بعد الحرب الكونية.
والسؤال... ما الذي يجري الإعداد له لمشروع ربما يكون الأكبر في القرن الحادي والعشرين، وهذا السؤال موجه للفلسطينيين قبل غيرهم، صحيح أن لا طاقة لهم به وحدهم، ولكن العالم وقبل أن يدفع ما عليه لمشروع عملاق كهذا، لابد وأن يسأل الفلسطينيين أولاً.. والجميع يعلم أن لديهم إمكانات جدية في هذا المجال، وأن بوسعهم تخصيص صناديق وأرصدة تؤدي المهمة كطليعة وطنية، تستقطب الآخرين من الأشقاء والأصدقاء مؤسسات وشعوباً ودول.
لقد فُرض علينا سؤال من يحكم غزة...
والجواب.. هو من يعيد بنائها.. وإذا ما شوهدت جدية في هذا الشأن، فلن يتحدث أحد عن التهجير فغزة العامرة والتي سينهمك أهلها في إعادة بنائها لم ولن تهاجر.