البنوك؛ حوت يقضي على الأسماك وبيوضها،،، والجميع إلى إنقراض
كتب أ.د. محمد الفرجات
سمعنا مع الأسف تضجر وتأفف وقعقعة بعض إدارات البنوك أمام طلب القطاع التجاري بتأجيل أقساط شهر رمضان شعورا مع المواطن، والذي بات يعاني الفقر والجوع والفاقة في ظل ظروف كتبت عليه لا مجال لذكر أسبابها هنا.
البنوك هذه تناست أن ثروتها ومرابحها السنوية التي تتجاوز المليارات، جاءت من كد المواطن وحاجته، فلولا المواطن لما عملت وما إشتغلت، ولولا حاجته للإقتراض من أجل الأفانتي المهلهلة أو قسط خالد وجمال وعبير وخلود الجامعي ما إستدان، ولولا رغبته بتحقيق حلمه بشقة العمر لما إقترض.
إذن في النهاية فهو المواطن الذي يعد الركيزة التي بنت مليارات البنوك ورفاه مالكيها، وترفهم وتنعمهم، وتطل بعض الإدارات تتأفف من طلب الحكومة بالتخفيف على الناس في رمضان.
لا ننسى بأن البنوك كالمنشار، يقص بمشوار الذهاب ومشوار الإياب، فلقد سمت البنوك مسميات كثيرة ومفردات عجيبة غريبة لإبتزاز العملاء، أذكر منها عمولة السداد المبكر، تذبذب قيمة الفائدة العالمية، رسوم المعاملة، غرامة تأخير القسط، فائدة تأجيل القسط،... وإلى آخره من مفردات تنهش المواطن.
ماذا على البنوك وماذا يضيرها لو قالت أمام تحديات البلد والظروف الراهنة القاسية على الشعب، فتعتبر أقساط شهر رمضان كإنها وصلت.
في حسابات التكلفة والعائد، فإن قرارا كالذي ذكرناه أعلاه سينعش الأسواق ويزيد تدفق السيولة وينعش الإقتصاد، ويريح المواطن، ويسند الدولة معنويا، ويسند ظهر القيادة أمام تحديات صفقة القرن حيث أن الفقر والبطالة والجوع أمران يضعفان قوة الجبهة الداخلية.
نضيف لذلك بأن ديمومة المواطن وراتب المواطن الشهري الذي يشكل مصدر رزق البنوك، وديمومة مؤسسات الدولة وقانونها الذي يحمي البنوك، كلها أمور متعلقة بالإقتصاد.
أراهن على ذكاء قيادات البنوك وإداراتها لتفهم عمق الفقرة الأخيرة أعلاه، ولن أزيد.