الأردنيون.. الباذلون بصدق وصمت في سبيل غزَّة وأهلها
سلطان عبد الكريم الخلايلة
قبل يومين كنت أقوم بواجب زيارة مريض من أقاربي، الذي يرقد على سرير الشفاء في مركز القلب بمدينة الحسين الطبية، وبالمصادفة سأل أحدهم عن مكان تجمّع الكوادر الطبيّة المتوجّهة لقطاع غزة لوداع أحد أقاربه أو أصدقائه على ما يبدو والذي كان بالمقاربة منّا.
وقفت برفقة ابن العم المريض ننظر في عيون الأهالي المليئة بالفخر والعز والخوف والقلق، ثمة مشاعر وأحاسيس مختلطة في المكان، أمهات في وداع أبنائهن وهم في طريقهم إلى غزَّة حيث الموت في كل حدبٍ وصوب، ولكن الواجب الديني والأخلاقيّ والوطني والإنساني لا مفر منه، فهولاء الأبطال ذاهبون نجدةً لإخوانهم الذي يتعرّضون لأسوأ إبادة بشرية عرفها التاريخ.
متأكد مما رأيته بأم عيني، أن أيادي الأمهات اللواتي يحضنَّ فلذات أكبادهن لم تكن أيادي مرتجفة، بل أيادي طاهرة متوضِّئة راضية عنهم اليوم وبالأمس وكل يوم، أمهات النشامى والنشميات لا يأبهن إلى أصحاب الألسنة النجسة والقلوب السوداء الذين يشككون بأي دور إنسانية أو دبلوماسي أو سياسي يبذله الأردن فهذا لم يكن يومًا إلا عوناً وسنداً ومفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.
منذ بداية السابع من أكتوبر والأردن يقوم بدوره تجاه الأهل في قطاع غزَّة على كافة الأصعدة على الرغم من حملات التجنّي والأكاذيب والتشويه والدسائس الممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي من حفنة تعتاش على الفتنة والكذب
نغضب نعم نغضب لأن هؤلاء المارقون المأزومون مازالوا يحاولون التشكيك والتخوين وهم لم يقدموا شيئاً، يحاولون إحداث الفتن وهو في غرف مغلقة مظلمة يستهدفون الجهد الأردني النبيل، أعمى من لا يرى تحالف الشر ضد الأردن، أعمى من لا يرى الاستهداف الممنهج لأمن الأردن.
نحن مع غزه بصمودها وعزتها والله ينصرها
وحمى الله اردننا العزيز، باذلا لفلسطين وأهلها.