ما هو شكل المستقبل الممكن؟ ما بعد الصهيونية؟
أخبار الأردن -
د. أنور الخُفّش
نناقش مستقبل القضية الفلسطينية في عصر التحولات الكبرى استراتيجيه الصراعات الدولية وقواعد ومحددات لعبه الامم الجديدة ما بعد طوفان ألأقصى نحاول رسم خريطة المخاطر السياسية والاقتصادية وتحديد خطوط التماس والمواجهة المقبلة والتفكير بالتصورات المستقبلية وغني عن الذكر في المقابل كان ولايزال دور دول المواجهة العربية محدودا عند حدود المتلقي و المتفرج , او القبول مرغمين لضغوط الفواتير السياسية الإقليمية والدولية وللأسف العربية ايضا.
فكانت 7 أكتوبر الصدمة الكبرى أو الصحوة للغالبية الصامتة التي استثارت يقظة الجماهير العربية وشعوب العالم الغربي وخاصه جيل الشباب في اوروبا وامريكا . تعاطف الأمريكيين مع فلسطين ارتفع بشكل غير مسبوق 60% منهم يعارضون سياسة بايدن الداعمة إسرائيل. أظهر استطلاع جديد للرأي، أجرته صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، ونشرته في تقرير لها، الأحد 3 مارس/آذار 2024، تزايد تعاطف الناخبين الأمريكيين مع الفلسطينيين، وأن عدداً كبيراً من الناخبين الأمريكيين يعتقدون أن إسرائيل قد تجاوزت كثيراً في الرد على هجمات أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي شنتها حماس، وتعتقد نسبة متزايدة أن الولايات المتحدة لا تفعل ما يكفي لمساعدة الشعب الفلسطيني. كما اشار معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب دعم الإسرائيليين للحرب على غزة كبير لكنه في حالة تآكل.
إن مضمون السلام الاسرائيلي من الناحية الاستراتيجية هو مشروع مسبوق بالتخطيط المحكم لتحقيق اهداف محددة منذ زمن حيث اصدرت رابطة السلام في تل ابيب عام 1970م, دراسة مستقبلية في ذلك الوقت الشرق الاوسط ما بعد عام 2000م, شكل المشروع الاسرائيلي يرتكز على المضمون الاقتصادي والعبور فوق حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير واقامه دولته المستقلة. منذ اتفاقيه أوسلو ما زالت اجراءات تطبيق اسرائيل التزاماتها وفق اتفاقيات السلام الموقعة لا تتجاوز فقاعات الصابون الطائرة وعندما تلامس الأرض والواقع تتلاشى أمال السلام العادل والشامل المنشود.
استدركت الصهيونية العالمية حقيقة مكونات دولتهم العنصرية هذه الدولة التي لا يمكنها ان تعتمد على نفسها ما دامت تنتهج سياسة الانغلاق الفذ. فكان لابد لها من التحول الى الانفتاح الفذ. ان رؤيتهم كون الخطر متمثل في استمرارية هذه المعونات وارتباطها بكينونة الدولة الاسرائيلية واستدامتها. الحل الاسرائيلي الوحيد، هو تسويق النظام شرق اوسطي ومدخله السلام الإبراهيمي كوسيلة لحل مشاكل اسرائيل الارتكازية السياسية والاقتصادية واهمها:
1-ا لمقاطعة العربية ونتائجها لعدم انتهاز الفرص الاقتصادية في المنطقة، والتكلفة الباهظة لفقدانها اسواقها الطبيعية من المنظور الجغرافي.
2- نفقات الأمن الباهظة.
3- الحصار المعنوي والسياج النفسي حول اسرائيل, وعدم قبولها بالمنطقة.
4- تجاوز كون الصهيونية سند الشريعة للقومية اليهودية ومنهج القهر العنصري.
طوفان الأقصى حقبة تحول تاريخي ما بعد الصهيونية , بعد الأدراك كانت 7 أكتوبر بمثابة معول هدم لمضمون نظريه اختلاق إسرائيل القديمة وسيناريو إسكات التاريخ الفلسطيني كما ورد في كتاب من تأليف كيث وايتلام، فكان ظهور جدوى (القضية الصهيونية) على سطح صفيح ساخن عالميا وفي مقدمة معارضيها في الرأي العام الغربي ,نعم انه زمن التخلي عن العملية أو بالأحرى الأسس التي يمكن النظر من خلالها إلى هيمنة الخطاب التوراتي على التاريخ حيث أنها اختلقت كياناً صهيونياً أسمته إسرائيل دون أي دليل تاريخي بل إنما استعملت التوراة لتدعم ادعاءاتها و تسكت صوت الفلسطينيين أو حقوق السكان الأصليين. بينما الفلسطينيون تم محاصرتهم وتحديد مسارهم ضمن خطوط قطار التسوية السلمية وتحت ضغوط الافق المسدود لإقامه دولتهم المستقلة والصبر الاستراتيجي خيارهم الوحيد. بذلك وبعد ان تم تدمير التوازنات الاستراتيجية في المنطقة وصولا الى الفراغ الاستراتيجي .
كمراقب سياسي وباحث بالشؤون الاستراتيجية, يزداد الاعتقاد في فكري وعقلي ان دولة الاحتلال تمر في مرحلة (فقدان التوازن العسكري والسياسي والاجتماعي ) ويبقى قرار التخلي الأمريكي والبريطاني مسرب التنفس الأخير, لذا ننتظر مخرجات تقدير المخاطر عن مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي الذي سيعقد المؤتمر الدولي السنوي السابع عشر لمعهد INSS يوم الخميس 7 مارس 2024 ، اذ تتشكل أجندة المؤتمر من خلال الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس والصراعات الإقليمية الأخرى . وسيناقشون معًا القضايا الرئيسية على أجندة الأمن القومي الإسرائيلي خلال هذه الفترة الصعبة والمليئة بالتحديات.
ويرى كثيرون أن دولة إسرائيل تمر الآن بأصعب وأعقد فترة عرفتها منذ قيامها، على المستويين الاجتماعي والسياسي. حيث أثارت عملية طوفان ألأقصى 7 تشرين الأول/أكتوبر قلقاً عميقاً وتساؤلات جوهرية في إسرائيل فيما يتعلق بالاستراتيجية الأمنية في مواجهة التهديدات المتزايدة والحرب التي من المتوقع أن تستمر لبعض الوقت. تتفاقم هذه الأسئلة مع ظهورها في أعقاب الاحتجاجات الاجتماعية التي ميزت الأشهر التسعة السابقة، وأثارت العديد من التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تتطلب جميعها دراسة جادة ونقاشاً استراتيجياً. كما هو الحال في السنوات السابقة، يوفر المؤتمر السنوي فرصة لكبار الشخصيات من إسرائيل، بما في ذلك الوزراء والمسؤولين الحكوميين الآخرين، وأعضاء الكنيست، ورؤساء المؤسسة الأمنية، وصانعي السياسات، والاستراتيجيين، والأكاديميين للقاء السفراء وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين. وصناع القرار وشخصيات مؤثرة من الخارج. وسيناقشون معًا القضايا الرئيسية على أجندة الأمن القومي الإسرائيلي خلال هذه الفترة الصعبة والمليئة بالتحديات.
المفارقة في الاقليم . بالإعلان عن المشاركة البحرية المتعددة الأطراف (MME) 24.1، وهي ندوة تهدف إلى تعزيز الفرص والشراكات والقدرات المتعددة الأطراف داخل القيادة المركزية للولايات المتحدة (CENTCOM). ) مجال المسؤولية التي عقدت في الفترة من 21 إلى 22 فبراير 2024 في البحرين، حيث استضافت فرقة العمل 51/5 قادة عسكريين من جميع أنحاء المنطقة لتعزيز الشراكات الثنائية والمتعددة الأطراف. وستكون الندوة بمثابة منصة للقادة العسكريين من البحرين ومصر والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر والمملكة المتحدة للمشاركة في مناقشات هادفة حول القضايا التي تواجه الأمن البحري في المنطقة، والتعاون في التخطيط الاستراتيجي. وقال العميد ماثيو ريد، القائد العام لقوة العمل إن “المشاركة البحرية المتعددة الأطراف توفر فرصة فريدة للشركاء الإقليميين للالتقاء وتعزيز قدراتنا الجماعية. ومن خلال تبادل الأفكار والخبرات، يمكننا تعزيز استجابتنا للأزمات الديناميكية”. وضمان الاستقرار في المنطقة
فلسطينيا ,لا تنخدعوا بعد اليوم ,لا يمكن لدوله الاحتلال أن تبقى فوق القانون الدولي ,المسار الوحيد الانتقال نحو تطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.